الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7845 3839 - (7905) - (2 \ 291) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خرجت إليكم وقد بينت لي ليلة القدر، ومسيح الضلالة، فكان تلاح بين رجلين بسدة المسجد، فأتيتهما لأحجز بينهما، فأنسيتهما، وسأشدو لكم منهما شدوا: أما ليلة القدر، فالتمسوها في العشر الأواخر وترا، وأما مسيح الضلالة، فإنه أعور العين، أجلى الجبهة، عريض النحر، فيه دفا، كأنه قطن بن عبد العزى" قال: يا رسول الله! هل يضرني شبهه؟ قال: "لا، أنت امرؤ مسلم، وهو امرؤ كافر". [ ص: 350 ]

التالي السابق


[ ص: 350 ] * قوله: " وقد بينت لي ": من التبيين على بناء المفعول .

* " ومسيح الضلالة ": أي: الدجال الذي يقتله مسيح الهداية عيسى - عليه السلام - ، والمراد أنه ظهر له أنه متى يخرج .

* " فكان تلاح بين رجلين ": أي: اختصام وتنازع بينهما، وهكذا بلفظ المصدر في أصلنا، وكذا في "المجمع"، وفي بعض النسخ: "فكان تلاحى رجلان" بلفظ الفعل .

* بسدة المسجد: - بضم سين وفتحها وتشديد الدال المهملة - : الظلال التي حوله .

* " لأحجز ": أي: لأكون حاجزا; أي: مانعا بينهما .

* " فأنسيتهما ": على بناء المفعول; من الإنساء .

* " وسأشدو ": - بشين معجمة ودال مهملة - من شدوت: إذا أنشدت بيتا أو بيتين تمد بهما صوتك كالغناء، والشدو: القليل من كل شيء، والمراد: سأذكر لكم منها شيئا من البيان بالإفصاح والإظهار والإعلان .

* " أجلى الجبهة ": قيل: الأجلى: خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته، والجلاء: ذهاب شعر الرأس إلى نصفه فيه .

* " دفا ": في "المجمع ": هو بالقصر: الانحناء، وذكره الهروي فيالمهموز. [ ص: 351 ] * " قال ": أي: قطن، هذا يخالف ما ذكره الشراح، ونقله البخاري: أنه رجل هلك في الجاهلية، والله تعالى أعلم. وفي "المجمع ": رواه أحمد، وفيه المسعودي، وقد اختلط .

* * *




الخدمات العلمية