الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7165 3386 - (7206) - (2 \ 235) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما نقصت صدقة من مال ، ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا، ولا تواضع عبد لله، إلا رفعه الله". وقال ابن جعفر: " رجل أو أحد ، إلا رفعه الله".

التالي السابق


* قوله: " ما نقصت صدقة من مال ": قيل: "من " يحتمل أن تكون زائدة;[أي]،: ما نقصت مالا، وأن تكون صلة لنقصت، والمفعول محذوف؟ أي: ما نقصت شيئا من مال، وذلك إما بأن يبارك فيه، ويدفع عنه المفسدات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية، وهذا معلوم عادة، أو بأن نقصه لكونه منجبرا بالثواب لا يعد نقصا .

* " عن مظلمة ": - بكسر لام، وجوز فتحها - ، وأنكره بعض، وقيل: - بضم لامه أيضا - يقال لما أخذ من الإنسان ظلما، والمراد: ما جرى عليه ظلما أعم من المال، وجاء بمعنى الظلم. [ ص: 96 ] * " بها ": أي: بهذه العادة التي هي العفو، أو بمقابلة الظلم، أو بسبب تحمله إياها .

* " عزا ": إما في الآخرة، أو في الدنيا; لأن من عرف بالعفو والصفح، ساد وعظم في القلوب، وزاد عزه وكرامته .

* " ولا تواضع ": هكذا في نسخ "المسند" بالاقتصار على لفظ تواضع، والظاهر أن فيه سقطا من الرواة، والذي في مسلم: "وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله تعالى"، ورفعه يكون في الآخرة، أو في الدنيا; بأن يثبت له في القلوب بتواضعه منزلة ورفعة عند الناس، ويمكن إرادة الوجهين في المواضع الثلاثة. قلت: وبالجملة، فالحديث جاء لرفع ما يمنع المتصدق من النقص صورة، والعافي من توهم الذل، والمتواضع من الخفض; ببيان أن هذه الأعمال تؤدي إلى خلاف ذلك، ففيه حث للناس على هذه الأعمال، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية