الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7969 3932 - (8029) - (2 303) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "هل تدرون من المفلس؟"، قالوا: المفلس فينا يا رسول الله: من لا درهم له ولا متاع، قال: " إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة ، ويأتي قد شتم عرض هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، فيقعد، فيقص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه من الخطايا، أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار". [ ص: 409 ]

التالي السابق


[ ص: 409 ] * قوله: " قال: إن المفلس من أمتي ": أي: حقيقة المفلس هذا الذي ذكرت، وأما من ليس له مال، ومن قل ماله، فالناس يسمونه مفلسا، وليس هو حقيقة المفلس; لأن هذا أمر يزول وينقطع بموته، وربما انقطع بيسار يحصل له بعد ذلك في حياته; بخلاف ذلك المفلس; فإنه يهلك الهلاك التام. قال المازري: زعم بعض المبتدعة أن هذا الحديث معارض لقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى [فاطر: 18]، وهو باطل، وجهالته بينة; لأنه إنما عوقب بفعله ووزره، فتوجهت عليه حقوق لغرمائه، فدفعت إليهم من حسناته، فلما فرغت حسناته، أخذت من سيئات خصومه، فوضعت عليه، فحقيقة العقوبة مسببة عن ظلمه، ولم يعاقب بغير جناية منه .

* * *




الخدمات العلمية