463  - حدثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي الخطيب ،  كان في جامع منصور ،  قال : حدثنا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل ،  قال : حضرت  أبا عبد الله أحمد بن حنبل ،   ويحيى بن معين  عند عفان  وكان أول ما امتحن عفان ،  وسأله يحيى  بعدما امتحن من الغد فقال له : يا  أبا عثمان!  أخبرنا بما كلمك به إسحاق  وما كان مرده عليك ؟ 
فقال : " يا  أبا زكريا!  لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك ، يعني بذلك أني لم أجب " ،  فقال له : كيف كان ؟ 
قال : " قرأ علي الكتاب الذي كتب به المأمون  من أرض الجزيرة  من الرقة ،  فإذا فيه : امتحن عفان  وادعه إلى أن يقول : القرآن - يعني : مخلوق - فإن أجاب فأقره على أمره ، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به ، فاقطع عنه الذي تجري عليه " . 
قال عفان :   " فلما قرأ علي ، قال لي إسحاق :  ما تقول ؟ فقرأت عليه : قل هو الله أحد   . 
فقال لي إسحاق :  يا شيخ! إن أمير المؤمنين يقول : إنك إن لم تجبه إلى  [ ص: 294 ] ما يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك ، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا نحن أيضا . 
فقال : قال عفان :  فقلت له : فقول الله عز وجل : وفي السماء رزقكم وما توعدون  ، قال : فسكت عني وانصرفت ، فسر  أبو عبد الله  بذلك ويحيى  وأصحابهم . 
قال حنبل :  فسمعت  أبا عبد الله  بعد ذلك يقول : " سبحان الله! كان الناس يتكلمون يعني : في هذين الشيخين ويذكرونهما ، وكنا من الناس في أمرهما ما الله به عليم ، قاما لله بأمر لم يقم به أحد مثل ما قاما به عفان  ، وأبو نعيم .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					