الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              410 - وحدثني أبي رحمه الله ، قال : نا أبو الحسن علي بن الحسين ، قال : سمعت الحسين بن الحسن السيرواني ، وهو رجل قوته في كل شهر خمسة دوانيق فضة ، قال : " رأيت أحمد بن حنبل في المنام ، فقلت له : يا أبا عبد الله! ما فعل الله بك ؟ قال : قال لي ربي : يا أحمد! هذا وجهي ، فانظر إليه " .

              قال الشيخ : فقد ذكرت من أخبار جهم وشيعته من رؤساء الكفر وأتباعه من أئمة الضلال الذين انتحلوا الاعتزال ، إخوان الشياطين وأشباه أسلافهم من [ ص: 133 ] عبدة الأوثان من المشركين ، ما فيه معتبر للعاقلين ومزدجر للمفترين ، وذلك على اختصار من الإكثار واقتصار على مبلغ وسع السامعين ، فإن الذي انتهى إلينا من قبح أخبارهم وسوء مذاهبهم يكثر على الإحصاء ، ويطول شرحه للاستقصاء ، وطويت من أقوالهم ما تقشعر منه الجلود ، ولا تثبت لسماعه القلوب ، وقد قدمت القول فيما روي عن عبد الله بن المبارك رحمه الله ، قال : إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ، وما نستطيع أن نحكي كلام الجهمية ، وصدق عبد الله فإن الذي تجادل عليه هذه الطائفة الضلال ، وتتفوه به من قبيح المقال في الله عز وجل تتحوب اليهود والنصارى والمجوس عن التفوه به .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية