الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              463 - حدثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي الخطيب ، كان في جامع منصور ، قال : حدثنا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل ، قال : حضرت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين عند عفان وكان أول ما امتحن عفان ، وسأله يحيى بعدما امتحن من الغد فقال له : يا أبا عثمان! أخبرنا بما كلمك به إسحاق وما كان مرده عليك ؟

              فقال : " يا أبا زكريا! لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك ، يعني بذلك أني لم أجب " ،
              فقال له : كيف كان ؟

              قال : " قرأ علي الكتاب الذي كتب به المأمون من أرض الجزيرة من الرقة ، فإذا فيه : امتحن عفان وادعه إلى أن يقول : القرآن - يعني : مخلوق - فإن أجاب فأقره على أمره ، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به ، فاقطع عنه الذي تجري عليه " .

              قال عفان : " فلما قرأ علي ، قال لي إسحاق : ما تقول ؟ فقرأت عليه : قل هو الله أحد .

              فقال لي إسحاق : يا شيخ! إن أمير المؤمنين يقول : إنك إن لم تجبه إلى [ ص: 294 ] ما يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك ، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا نحن أيضا .

              فقال : قال عفان : فقلت له : فقول الله عز وجل : وفي السماء رزقكم وما توعدون ، قال : فسكت عني وانصرفت ، فسر أبو عبد الله بذلك ويحيى وأصحابهم .

              قال حنبل : فسمعت أبا عبد الله بعد ذلك يقول : " سبحان الله! كان الناس يتكلمون يعني : في هذين الشيخين ويذكرونهما ، وكنا من الناس في أمرهما ما الله به عليم ، قاما لله بأمر لم يقم به أحد مثل ما قاما به عفان ، وأبو نعيم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية