الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              353 - حدثنا أبو القاسم حفص بن عمر ، قال : نا أبو حاتم ، قال : نا محمد بن المثنى ، صاحب بشر بن الحارث ، قال : نا عبد الله بن محمد البزاز ، قال : حدثني يحيى - يعني : ابن أبي كريمة - قال محمد بن المثنى : وأراني قد سمعته من يحيى ، قال : " بينما أنا جاء من خراسان أريد بغداد أدركني الليل ، فبت في بعض الخانات ، وإذ تمثل لي شيء عظيم له عينان في صدره ، فهالني أمره ، قلت : لا إله إلا الله ، فقال : لا إله إلا الله ، فنعم ما قلت ، فقلت له : من أنت ؟ فقال : أنا إبليس ، قلت : لا حييت ، من أين أقبلت ؟ قال : من العراق ، قلت : من أي العراق ؟ قال : من بغداد . قلت : وما كنت تصنع ببغداد ؟ قال : استخلفت بها خليفة . قلت : ومن استخلفت بها ؟ قال : بشر المريسي . قلت : ما أصبت بها أحدا أوثق منه تستخلفه ؟ قال : إنه دعا الناس إلى شيء لو دعوتهم أنا إليه ما أجابوني . قلت : وإلى ما دعاهم ؟ قال : إلى خلق القرآن " .

              قال الشيخ : وزادنا آخرون ممن سمعت هذه الحكاية منهم ، قال : فقلت : فأسألك بالله يا إبليس ، ما تقول أنت في القرآن ؟ فقال : أنا وإن عصيت الله ، فالقرآن كلام الله غير مخلوق . [ ص: 106 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية