ومن ذلك:
المحو والإثبات
المحو: رفع أوصاف العادة، والإثبات: إقامة أحكام العبادة، فمن نفى عن أحواله الخصال الذميمة وأتى بدلها بالأفعال والأحوال الحميدة فهو صاحب محو وإثبات.
سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يقول: قال بعض المشايخ لواحد: إيش تمحو وإيش تثبت؟ فسكت الرجل فقال: أما علمت أن الوقت محو وإثبات إذ من لا محو له ولا إثبات فهو معطل مهمل.
وينقسم إلى محو الزلة عن الظواهر ومحو الغفلة عن الضمائر ومحو العلة عن السرائر، ففي محو الزلة إثبات المعاملات، وفي محو الغفلة إثبات المنازلات، وفي محو العلة إثبات المواصلات، هذا محو وإثبات بشرط العبودية. وأما فصادران عن القدرة فالمحو ما ستره الحق ونفاه والإثبات ما أظهره الحق وأبداه والمحو والإثبات مقصوران على المشيئة قال الله تعالى: حقيقة المحو والإثبات يمحو الله ما يشاء ويثبت قيل: يمحو عن قلوب العارفين ذكر غير الله تعالى ويثبت على ألسنة المريدين ذكر الله ومحو الحق لكل أحد وإثباته على ما يليق بحاله ومن محاه الحق سبحانه عن مشاهدة أثبته بحق حقه.
[ ص: 181 ] ومن محاه الحق عن إثباته به رده إلى شهود الأغيار وأثبته في أودية التفرقة.
وقال رجل رحمه الله: مالي أراك قلقا أليس هو معك وأنت معه؟ فقال للشبلي لو كنت أنا معه كنت أنا ولكني محو فيما هو والمحق فوق المحو، لأن المحو يبقي أثرا والمحق لا يبقي أثرا. الشبلي:
وغاية همة القوم أن يمحقهم الحق عن شاهدهم ثم لا يردهم إليه بعد ما محقهم عنهم.
[ ص: 182 ]