الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم أبو حامد أحمد بن خضرويه البلخي من كبار مشايخ خراسان  ، صحب أبا تراب النخشبي قدم نيسابور وزار أبا حفص وخرج إلى بسطام في زيارة أبي يزيد البسطامي ، وكان كبيرا في الفتوة، وقال أبو حفص: ما رأيت أحدا أكبر همة ولا أصدق حالا من أحمد بن خضرويه، وكان أبو يزيد يقول أستاذنا أحمد.

سمعت محمد بن الحسين رحمه الله يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت محمد بن حامد يقول: كنت جالسا عند أحمد بن خضرويه وهو في النزع، وكان قد أتى عليه خمس وتسعون سنة فسأله بعض أصحابه عن مسألة فدمعت عيناه وقال: يا بني، باب كنت أدقه منذ خمس وتسعين سنة، وهو ذا يفتح لي الساعة لا أدرى بالسعادة يفتح أم بالشقاوة، أنى لي أوان الجواب؟ قال: وكان عليه سبعمائة دينار وغرماؤه عنده فنظر إليهم وقال: اللهم إنك جعلت الرهون وثيقة لأرباب الأموال، وأنت تأخذ عنهم وثيقتهم فأد عني قال: فدق داق الباب وقال: أين غرماء أحمد فقضى عنه .

ثم خرجت روحه ومات رحمه الله سنة أربعين ومائتين.

وقال أحمد بن خضرويه: لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رق أملك من الشهوة، ولولا ثقل الغفلة عليك لما ظفرت بك الشهوة.

[ ص: 68 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية