[ ص: 167 ]   ( كتاب اللقيط ) : 
1382 - ( 1 ) - حديث سنين بن أبي جميلة    : أنه وجد منبوذا فجاء به إلى  عمر  ، فقال : " ما حملك على أخذ هذه النسمة ؟ " فقال : وجدتها ضائعة فأخذتها فقال عريفه : يا أمير المؤمنين ; إنه رجل صالح ، فقال : " اذهب فهو حر ، ولك ولاؤه ، وعلينا نفقته .  مالك  في الموطأ  والشافعي  عنه ، عن ابن شهاب  ، عنه به ، وزاد  عبد الرزاق  عن  مالك    : " وعلينا نفقته من بيت المال . وعلقه  البخاري  بمعناه ، وأخرجه  البيهقي  من طريق  ابن عيينة  ، عن  الزهري  ، أنه سمع سنينا أبا جميلة  يحدث  سعيد بن المسيب  قال : وجدت منبوذا على عهد  عمر  ، فذكره عريفي  لعمر  ، فأرسلا لي فدعاني ، والعريف عنده ، فلما رآني مقبلا قال : " عسى الغوير أبؤسا " . قال العريف : يا أمير المؤمنين . إنه ليس بمتهم ، قال : " على ما أخذت هذه النسمة ؟ " قال : وجدتها بمضيعة فأردت أن يأجرني الله فيها ، قال : " هو حر ، وولاؤه لك ، وعلينا رضاعه . 
( تنبيهان ) الأول : يقع في نسخ الرافعي  ستين بن جميلة  ، والصواب : سنين أبو جميلة  وهو صحابي معروف ، لم يصب من قال : إنه مجهول . 
الثاني : اسم العريف المذكور سنان  ، أفاده الشيخ أبو حامد  في تعليقه . 
1383 - ( 2 ) - حديث  علي    : { أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه إلى الإسلام قبل بلوغه . فأجابه   }. قال : ابن سعد  في الطبقات أخبرنا  إسماعيل بن أبي أويس  ،  [ ص: 168 ] حدثني أبي ، عن الحسن بن زيد بن الحسن  قال : { إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا  عليا  إلى الإسلام وهو ابن سبع سنين أو دونها ، فأجاب ولم يعبد وثنا قط لصغره   }. 
وروى  البيهقي  بسند ضعيف عن  علي  أنه كان يقول : { سبقتكم إلى الإسلام طرا صغيرا ما بلغت أوان حلمي   }. وروى  الحاكم  في المستدرك ، عن  ابن عباس    : { أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع الراية إلى  علي  يوم بدر    }وهو ابن عشرين سنة ، وكانت بدر  بعد المبعث بأربع عشرة سنة ، فيكون في المبعث ستة أو سبعة أعوام وفي المستدرك أيضا من طريق  ابن إسحاق  أن  عليا  أسلم وهو ابن عشر سنين . وقال ابن أبي خيثمة    : أخبرنا  قتيبة  أخبرنا  الليث  ، عن  أبي الأسود  ، عمن حدثه : أن  عليا  أسلم وهو ابن ثمان سنين . وأما ما روي عن الحسن  أن  عليا  كان له حين أسلم خمس عشرة سنة . فقد ضعفه ابن الجوزي  لاتفاقهم على أنه لما مات لم يجاوز ثلاثا وستين ، واختلف فيما دونها فلو صح قول الحسن  لكان عمره ثمانيا وستين . 
قلت : قد قيل : إن عمره كان خمسا وستين ، فإذا قلنا بما رواه ربيعة  ، عن  أنس    : { أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة  بعد المبعث عشر سنين   }. فيتخرج قول الحسن  على وجه من الصحة ، وإن كان الأصح غيره . وقال  البيهقي    : يحتمل أن يكون قول الصبي المميز في أول البعثة كان محكوما بصحته ، ثم ورد الحكم بغير ذلك ، وأما على قول الحسن  فلا إشكال ، وأغرب من ذلك قول جعفر بن محمد  ، عن أبيه ، أنه لما مات كان عمره ثمانيا وخمسين سنة ، فإن قلنا بالمشهور كان عمره عند المبعث خمس سنين أو ستا . وإن قلنا بقول ربيعة  ، عن  أنس  ، كان ابن ثمان أو تسع ، والله أعلم . 
واحتج  البيهقي  على صحة إسلام الصبي  بحديث  أنس    : { كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم   } - الحديث - وفيه {   : أنه مرض فعرض عليه الإسلام فأسلم   }. وأخرجه  البخاري  ، وبحديث  ابن عمر  أنه عرض الإسلام على  [ ص: 169 ] ابن صياد  وهو لم يبلغ الحلم . متفق عليه ، وبحديث : { مروهم بالصلاة لسبع   }. أخرجه أصحاب السنن وقد تقدم . 
1384 - ( 3 ) - حديث  عمر    : أنه استشار الصحابة في نفقة اللقيط  ، فقالوا : في بيت المال . وكذا أورده الماوردي  في الحاوي والشيخ في المهذب ، ولم يقف له على أصل ، وإنما يعرف ما تقدم من قصة أبي جميلة    : أن  عمر  قال : { وعلينا نفقته من بيت المال   }. لكن لم ينقل أن أحدا من الصحابة أنكر عليه . 
1385 - ( 4 ) - حديث : أن  عمر  قال لغلام ألحقه القافة بالمتنازعين معا : " انتسب إلى أيهما شئت .  الشافعي  ومن طريقه  البيهقي  عن أنس بن عياض  ، وعن هشام  ، عن أبيه ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب    : " أن رجلين تداعيا ولدا ، فدعا له  عمر  القافة ، فقالوا : لقد اشتركا فيه ، فقال  عمر    : وال أيهما شئت . ورواه  البيهقي  من طريق أخرى ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب  ، عن أبيه فوصله ، ورواه  مالك  في الموطأ  والشافعي  عنه ، عن يحيى بن سعيد  ، عن  سليمان بن يسار  ، عن  عمر  نحوه . ورواه  البيهقي  من وجه آخر ، عن  سليمان بن يسار  ، عن  عمر  بقصة مطولة ، ومن طريق مبارك بن فضالة  ، عن الحسن  ، عن  عمر  في رجلين وطئا جارية في طهر واحد فجاءت بغلام ، فارتفعا  [ ص: 170 ] إلى  عمر  فذكر نحوه وفي الباب عن  علي  أخرجه  الطحاوي  وغيره 
				
						
						
