الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1097 - ( 17 ) - حديث : { لحم الصيد حلال لكم في الإحرام ما لم تصطادوه ، أو لم يصد لكم }. أصحاب السنن [ ص: 526 ] وابن خزيمة ، وابن حبان والحاكم ، والدارقطني ، والبيهقي من حديث عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن مولاه المطلب ، عن جابر قال : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يصاد لكم }. وفي رواية للحاكم : { لحم صيد البر لكم حلال وأنت حرم ، ما لم تصيدوه أو يصد لكم }. وعمرو مختلف فيه وإن كان من رجال الصحيحين ، ومولاه قال الترمذي : لا يعرف له سماع عن جابر ، وقال في موضع آخر قال محمد : لا أعرف له سماعا من أحد من الصحابة إلا قوله : حدثني من شهد خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم : وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول : لا نعرف له سماعا من أحد من الصحابة ، وقد رواه الشافعي عن الدراوردي ، عن عمرو ، عن رجل من الأنصار ، عن جابر ، قال الشافعي : إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أحفظ من الدراوردي ومعه سليمان بن بلال يعني أنهما قالا فيه عن المطلب ، قال الشافعي : وهذا الحديث أحسن شيء في هذا الباب ، قلت : ورواه الطبراني في الكبير من رواية يوسف بن خالد السمتي ، عن عمرو ، عن المطلب عن أبي موسى ، ويوسف متروك ، ووافقه إبراهيم بن سويد ، عن عمرو عند الطحاوي ، وقد خالفه إبراهيم بن أبي يحيى وسليمان بن بلال ، والدراوردي ، ويحيى بن عبد الله بن سالم ، ويعقوب بن عبد الرحمن ومالك فيما قيل وآخرون ، وهم [ ص: 527 ] أحفظ منه وأوثق ، ورواه الخطيب في الرواة عن مالك من رواية عثمان بن خالد المخزومي ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وعثمان ضعيف جدا : وقال الخطيب : تفرد به عن مالك ، وهو في كامل بن عدي وضعفه بعثمان .

1098 - ( 18 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم أرخص في لحم الصيد للمحرم }. أخرجه البزار من طريق عبد الله بن الحارث ، عن ابن عباس ، عن علي هذا ، وفي إسناده ضعف .

1099 - ( 19 ) - حديث { أبي قتادة : أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخلف مع بعض أصحابه وهو حلال وهم محرمون ، فرأوا حمر وحش ، فاستوى على فرسه ثم سأل أصحابه أن يناولوه سوطا فأبوا ، فسألهم رمحه فأبوا ، فأخذه وحمل على الحمر فعقر منها أتانا ، فأكل منها بعضهم وأبى بعضهم ، فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه فقال : هل منكم أحد أمره أن يحمل عليها أو أشار إليها ؟ قالوا : لا ، قال : فكلوا ما بقي من لحمها }. متفق عليه ، وله عندهما ألفاظ كثيرة ، وفي لفظ لمسلم والنسائي { هل أشرتم ، هل أعنتم ؟ . قالوا : لا ، قال : فكلوا }. وفي رواية لمسلم { فناولته [ ص: 528 ] العضد فأكلها }. وفي رواية له { قالوا : معنا رجله فأخذها فأكلها }. وفي رواية للطحاوي في شرح الآثار : { أنه صلى الله عليه وسلم بعث أبا قتادة على الصدقة ، وخرج صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه وهم محرمون حتى نزلوا عسفان ، وجاء أبو قتادة وهو حل } - الحديث - وفي رواية للدارقطني والبيهقي { أنه قال حين اصطاد الحمار الوحشي قال : فذكرت شأنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت له أني لم أكن أحرمت ، وأني إنما اصطدته لك ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فأكلوا ، ولم يأكل حين أخبرته أني اصطدته له }. قال الدارقطني : قال أبو بكر النيسابوري : قوله : { إنما اصطدته لك } ، وقوله : { لم يأكل منه }. لا أعلم أحدا ذكره في هذا الحديث غير معمر . وقال البيهقي : هذه الزيادة غريبة ، والذي في الصحيحين أنه أكل منه .

وقال النووي في شرح المهذب : يحتمل أنه جرى لأبي قتادة في تلك السفرة قصتان ، وهذا الجمع نفاه قبله أبو محمد بن حزم ، فقال : لا يشك أحد في أن أبا قتادة لم يصد الحمار إلا لنفسه ولأصحابه وهم محرمون ، فلم يمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم من أكله ، وخالفه ابن عبد البر فقال : كان اصطياد أبي قتادة الحمار لنفسه لا لأصحابه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه أبا قتادة على طريق البحر مخافة العدو ، فلذلك لم يكن محرما إذا اجتمع مع أصحابه ; لأن مخرجهم لم يكن واحدا .

( تنبيه ) :

قال الأثرم : كنت أسمع أصحاب الحديث يتعجبون من هذا الحديث ويقولون : كيف جاز لأبي قتادة مجاوزة الميقات بلا إحرام ؟ ولا يدرون ما وجهه حتى رأيته مفسرا في حديث عياض عن { أبي سعيد قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرمنا ، فلما كان مكان كذا وكذا إذا نحن بأبي قتادة ، كان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في شيء قد سماه }. فذكر حديث الحمار الوحشي .

1100 - ( 20 ) - حديث : { أن الصعب بن جثامة أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 529 ] حمارا وحشيا } - الحديث - متفق عليه من حديثه .

( * * * ) حديث : { رفع عن أمتي الخطأ والنسيان } - الحديث - تقدم في شروط الصلاة وفي الصوم .

التالي السابق


الخدمات العلمية