1998 - ( 17 ) - حديث : أن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا سمع رجلا من
الخوارج يقول : "
nindex.php?page=treesubj&link=9718_1955_8585_9536_9535لا حكم إلا لله ولرسوله : وتعرض بتخطئته في التحكيم ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي : كلمة حق أريد بها باطل ، لكم علينا ثلاث : لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ، ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم معنا ، ولا نبدؤكم بقتال " .
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بلاغا ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي موصولا : " أن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا بينما هو يخطب ; إذ سمع من ناحية المسجد قائلا يقول : لا حكم إلا لله فذكره إلى آخره وفيه : ثم قاموا من نواحي المسجد يحكمون الله ، فأشار إليهم بيده : اجلسوا ، نعم لا حكم إلا لله ،
[ ص: 86 ] كلمة حق يبتغى بها باطل حكم الله ينتظر فيكم ألا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا لن نمنعكم مساجد الله ، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا ، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا " .
وأصله في
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث
عبيد الله بن أبي رافع : أن
الحرورية لما خرجت عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وهو معه ، فقالوا : لا حكم إلا لله ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي : " كلمة حق أريد بها باطل " . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يمرقون من الدين الحديث بطوله .
قوله :
nindex.php?page=treesubj&link=26593_9718الخوارج فرقة من المبتدعة ، خرجوا على
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، حيث اعتقدوا أنه يعرف قتلة
عثمان ويقدر عليهم ، ولا يقتص منهم ، لرضاه بقتله ، ومواطأته إياهم ، ويعتقدون أن من أتى كبيرة فقد كفر ، واستحق الخلود في النار ، ويطعنون لذلك في الأئمة ، ولا يجتمعون معهم في الجمعة والجماعات ، أعاذنا الله من شرهم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي :
وابن ملجم المرادي قتل
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا متأولا ، قال
الرافعي : أراد
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أنه قتله زاعما أن له شبهة وتأويلا باطلا ، وحكى أن تأويله أن امرأة من
الخوارج تسمى
قطام ، خطبها
ابن ملجم ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=8علي قتل أباها في جملة
الخوارج ، فوكلته في القصاص ، وشرطت له مع ذلك ثلاثة آلاف درهم ، وعبدا ، وقينة لتحببه في ذلك ، وفي ذلك قيل :
فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة لمثل قطام من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة
وقتل علي بالحسام المسمم فلا مهر أغلا من nindex.php?page=showalam&ids=8علي وإن غلا
ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم
انتهى . أما ما ذكره من اعتقاد
الخوارج فأوله ليس بصواب ، فإن الاعتقاد المذكور هو اعتقاد معاوية وأهل
الشام ، وأما
الخوارج فكانوا أولا من رءوس أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وكانوا من أشد الناس نكيرا على
عثمان ، بل الغالب أنهم ما كانوا يعتقدون أن قتله كان ظلما ، ولم يزالوا مع
nindex.php?page=showalam&ids=8علي في حروبه في
الجمل وصفين إلى أن وقع التحكيم ، وذلك
[ ص: 87 ] أن أهل صفين لما كادوا أن يغلبوا أشار عليهم بعضهم برفع المصاحف ، والدعاء إلى التحكيم ، فنهاهم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي عن إجابتهم إلى ذلك ، فقال لهم : إنا على الحق ، فأبى أكثرهم ، فأجابهم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي لتحققه أن الحق بيده ، فحصل من اختلاف الحكمين ما أوجب رجوع أهل
الشام مع
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، ورجوع أهل
العراق مع
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بعد التحكيم ، فأنكرت
الخوارج التحكيم ، وقالوا : لا حكم إلا لله ، وحكموا بكفر
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وجميع من أجاب إلى التحكيم ، إلا من تاب ورجع ، وقالوا
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي : أقر على نفسك بالكفر ، ثم تب ، ونحن نطاوعك ، فأبى فخرجوا عليه وقاتلهم ، وهذا أمر مشهور عنهم مصرح به في التواريخ الثابتة ، والملل والنحل ، وقد استوفى أخبارهم وما كانوا يعتقدون
أبو العباس المبرد في كامله وغيره ، وصنف في أخبارهم
محمد بن قدامة الجوهري كتابا حافلا ، وقفت عليه في نسخة كتبت عنه ، وتاريخها سنة أربعين ومائتين ، وهو أقدم خط وقفت عليه ، ولم يعتقد
الخوارج قط أن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا أخطأ قبل التحكيم ، كما أنهم من جملة ما اعتقدوا من الاعتقادات الفاسدة : أن
عثمان كان مصيبا ست سنين من خلافته ، ثم كفر بزعمهم أعاذه الله من ذلك ، نعم الذين كانوا يتأولون في قتال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، بسبب عدم اقتصاصه من قتلة
عثمان ، ويظنون فيه سائر ما ذكره المؤلف قبل قوله ويعتقدون ، هم أهل الجمل وأهل
صفين ، وهذا ظاهر في مكاتباتهم له ومخاطباتهم ، وأما سائر ما ذكر بعد ذلك عن
الخوارج من الاعتقاد فهو كما قال ، وبعض منه اعتقادهم كفر من خالفهم ، واستباحة ماله ودمه ، ودماء أهله وولده ، ولذلك كانوا يقتلون من قدروا عليه ، وأما ما ذكره من أمر
ابن ملجم في تأويله فهو كما قال ، وبالغ
nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم فقال : لا خلاف بين أحد من الأئمة في أن
ابن ملجم قتل
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا متأولا مجتهدا مقدرا أنه على الصواب ، كذا قال ، وهذا الكلام لا خلاف في بطلانه ، إلا إن حمل على أنه كذلك كان عند نفسه ، فنعم ، وإلا فلم يكن
ابن ملجم قط من أهل الاجتهاد ولا كاد ، وإنما كان من جملة
الخوارج ، وقد وصفنا سبب خروجهم على
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، واعتقادهم فيه وفي غيره ، وأما قصة قتله
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي وسببها ، فقد رواها
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك في ترجمة
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بإسناد فيه انقطاع ، وهي مشهورة بين أهل التاريخ ، وساقه
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في الاستيعاب مطولا . وأما ما ذكره في قصة
قطام ، فظاهره مخالف للواقع : لأن المحفوظ أنها شرطت ذلك عليه مهرا ، وهو ظاهر في سياق الشعر المذكور .
1998 - ( 17 ) - حَدِيثُ : أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا سَمِعَ رَجُلًا مِنْ
الْخَوَارِجِ يَقُولُ : "
nindex.php?page=treesubj&link=9718_1955_8585_9536_9535لَا حُكْمَ إلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ : وَتَعَرَّضَ بِتَخْطِئَتِهِ فِي التَّحْكِيمِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ : كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ ، لَكُمْ عَلَيْنَا ثَلَاثٌ : لَا نَمْنَعُكُمْ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ تَذْكُرُوا فِيهَا اسْمَهُ ، وَلَا نَمْنَعُكُمْ الْفَيْءَ مَا دَامَتْ أَيْدِيكُمْ مَعَنَا ، وَلَا نَبْدَؤُكُمْ بِقِتَالٍ " .
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ بَلَاغًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ مَوْصُولًا : " أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ ; إذْ سَمِعَ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ قَائِلًا يَقُولُ : لَا حُكْمَ إلَّا لِلَّهِ فَذَكَرَهُ إلَى آخِرِهِ وَفِيهِ : ثُمَّ قَامُوا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ يُحَكِّمُونَ اللَّهَ ، فَأَشَارَ إلَيْهِمْ بِيَدِهِ : اجْلِسُوا ، نَعَمْ لَا حُكْمَ إلَّا لِلَّهِ ،
[ ص: 86 ] كَلِمَةُ حَقٍّ يُبْتَغَى بِهَا بَاطِلٌ حُكْمُ اللَّهِ يُنْتَظَرُ فِيكُمْ أَلَا إنَّ لَكُمْ عِنْدِي ثَلَاثَ خِلَالٍ مَا كُنْتُمْ مَعَنَا لَنْ نَمْنَعَكُمْ مَسَاجِدَ اللَّهِ ، وَلَا نَمْنَعَكُمْ فَيْئًا مَا كَانَتْ أَيَدِيكُمْ مَعَ أَيْدِينَا ، وَلَا نُقَاتِلُكُمْ حَتَّى تُقَاتِلُونَا " .
وَأَصْلُهُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ : أَنَّ
الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَهُوَ مَعَهُ ، فَقَالُوا : لَا حُكْمَ إلَّا لِلَّهِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ : " كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ " . إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَ نَاسًا إنِّي لَأَعْرِفُ صِفَتَهُمْ فِي هَؤُلَاءِ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ الْحَدِيثُ بِطُولِهِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=26593_9718الْخَوَارِجُ فِرْقَةٌ مِنْ الْمُبْتَدَعَةِ ، خَرَجُوا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، حَيْثُ اعْتَقَدُوا أَنَّهُ يَعْرِفُ قَتَلَةَ
عُثْمَانَ وَيَقْدِرُ عَلَيْهِمْ ، وَلَا يُقْتَصُّ مِنْهُمْ ، لِرِضَاهُ بِقَتْلِهِ ، وَمُوَاطَأَتِهِ إيَّاهُمْ ، وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ مَنْ أَتَى كَبِيرَةً فَقَدْ كَفَرَ ، وَاسْتَحَقَّ الْخُلُودَ فِي النَّارِ ، وَيَطْعَنُونَ لِذَلِكَ فِي الْأَئِمَّةِ ، وَلَا يَجْتَمِعُونَ مَعَهُمْ فِي الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَاتِ ، أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ شَرِّهِمْ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ :
وَابْنُ مُلْجَمٍ الْمُرَادِيُّ قَتَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا مُتَأَوِّلًا ، قَالَ
الرَّافِعِيُّ : أَرَادَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ أَنَّهُ قَتَلَهُ زَاعِمًا أَنَّ لَهُ شُبْهَةً وَتَأْوِيلًا بَاطِلًا ، وَحَكَى أَنَّ تَأْوِيلَهُ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ
الْخَوَارِجِ تُسَمَّى
قَطَامِ ، خَطَبَهَا
ابْنُ مُلْجَمٍ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ قَتَلَ أَبَاهَا فِي جُمْلَةِ
الْخَوَارِجِ ، فَوَكَّلَتْهُ فِي الْقِصَاصِ ، وَشَرَطَتْ لَهُ مَعَ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ ، وَعَبْدًا ، وَقَيْنَةً لِتُحَبِّبَهُ فِي ذَلِكَ ، وَفِي ذَلِكَ قِيلَ :
فَلَمْ أَرَ مَهْرًا سَاقَهُ ذُو سَمَاحَةٍ لِمِثْلِ قَطَامِ مِنْ فَصِيحٍ وَأَعْجَمِ ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَعَبْدٌ وَقَيْنَةٌ
وَقَتْلُ عَلِيٍّ بِالْحُسَامِ الْمُسَمَّمِ فَلَا مَهْرَ أَغَلَا مِنْ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَإِنْ غَلَا
وَلَا فَتْكَ إلَّا دُونَ فَتْكِ ابْنِ مُلْجَمٍ
انْتَهَى . أَمَّا مَا ذَكَرَهُ مِنْ اعْتِقَادِ
الْخَوَارِجِ فَأَوَّلَهُ لَيْسَ بِصَوَابٍ ، فَإِنَّ الِاعْتِقَادَ الْمَذْكُورِ هُوَ اعْتِقَادُ مُعَاوِيَةَ وَأَهْلِ
الشَّامِ ، وَأَمَّا
الْخَوَارِجَ فَكَانُوا أَوَّلًا مِنْ رُءُوسِ أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، وَكَانُوا مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ نَكِيرًا عَلَى
عُثْمَانَ ، بَلْ الْغَالِبُ أَنَّهُمْ مَا كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ قَتْلَهُ كَانَ ظُلْمًا ، وَلَمْ يَزَالُوا مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ فِي حُرُوبِهِ فِي
الْجَمَلِ وَصِفِّينَ إلَى أَنْ وَقَعَ التَّحْكِيمُ ، وَذَلِكَ
[ ص: 87 ] أَنَّ أَهْلَ صِفِّينَ لَمَّا كَادُوا أَنْ يُغْلَبُوا أَشَارَ عَلَيْهِمْ بَعْضُهُمْ بِرَفْعِ الْمَصَاحِفِ ، وَالدُّعَاءِ إلَى التَّحْكِيمِ ، فَنَهَاهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ عَنْ إجَابَتِهِمْ إلَى ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُمْ : إنَّا عَلَى الْحَقِّ ، فَأَبَى أَكْثَرُهُمْ ، فَأَجَابَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ لِتَحَقُّقِهِ أَنَّ الْحَقَّ بِيَدِهِ ، فَحَصَلَ مِنْ اخْتِلَافِ الْحُكْمَيْنِ مَا أَوْجَبَ رُجُوعَ أَهْلِ
الشَّامِ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ ، وَرُجُوعَ أَهْلِ
الْعِرَاقِ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ بَعْدَ التَّحْكِيمِ ، فَأَنْكَرَتْ
الْخَوَارِجُ التَّحْكِيمَ ، وَقَالُوا : لَا حُكْمَ إلَّا لِلَّهِ ، وَحَكَمُوا بِكُفْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَجَمِيعِ مَنْ أَجَابَ إلَى التَّحْكِيمِ ، إلَّا مِنْ تَابَ وَرَجَعَ ، وَقَالُوا
nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ : أَقِرَّ عَلَى نَفْسِك بِالْكُفْرِ ، ثُمَّ تُبْ ، وَنَحْنُ نُطَاوِعُك ، فَأَبَى فَخَرَجُوا عَلَيْهِ وَقَاتَلَهُمْ ، وَهَذَا أَمْرٌ مَشْهُورٌ عَنْهُمْ مُصَرَّحٌ بِهِ فِي التَّوَارِيخِ الثَّابِتَةِ ، وَالْمِلَلِ وَالنِّحَلِ ، وَقَدْ اسْتَوْفَى أَخْبَارَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْتَقِدُونَ
أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ فِي كَامِلِهِ وَغَيْرُهُ ، وَصَنَّفَ فِي أَخْبَارِهِمْ
مُحَمَّدُ بْنُ قَدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ كِتَابًا حَافِلًا ، وَقَفْت عَلَيْهِ فِي نُسْخَةٍ كُتِبَتْ عَنْهُ ، وَتَارِيخُهَا سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَهُوَ أَقْدَمُ خَطٍّ وَقَفْت عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَعْتَقِدْ
الْخَوَارِجُ قَطُّ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا أَخْطَأَ قَبْلَ التَّحْكِيمِ ، كَمَا أَنَّهُمْ مِنْ جُمْلَةِ مَا اعْتَقَدُوا مِنْ الِاعْتِقَادَاتِ الْفَاسِدَةِ : أَنَّ
عُثْمَانَ كَانَ مُصِيبًا سِتَّ سِنِينَ مِنْ خِلَافَتِهِ ، ثُمَّ كَفَرَ بِزَعْمِهِمْ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ، نَعَمْ الَّذِينَ كَانُوا يَتَأَوَّلُونَ فِي قِتَالِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، بِسَبَبِ عَدَمِ اقْتِصَاصِهِ مِنْ قَتَلَةِ
عُثْمَانَ ، وَيَظُنُّونَ فِيهِ سَائِرَ مَا ذَكَرَهُ الْمُؤَلِّفُ قَبْلَ قَوْلِهِ وَيَعْتَقِدُونَ ، هُمْ أَهْلُ الْجَمَلِ وَأَهْلُ
صِفِّينَ ، وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي مُكَاتَبَاتِهِمْ لَهُ وَمُخَاطَبَاتِهِمْ ، وَأَمَّا سَائِرُ مَا ذُكِرَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ
الْخَوَارِجِ مِنْ الِاعْتِقَادِ فَهُوَ كَمَا قَالَ ، وَبَعْضٌ مِنْهُ اعْتِقَادُهُمْ كُفْرَ مَنْ خَالَفَهُمْ ، وَاسْتِبَاحَةَ مَالِهِ وَدَمِهِ ، وَدِمَاءِ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ ، وَلِذَلِكَ كَانُوا يَقْتُلُونَ مَنْ قَدَرُوا عَلَيْهِ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ مِنْ أَمْرِ
ابْن مُلْجَمٍ فِي تَأْوِيلِهِ فَهُوَ كَمَا قَالَ ، وَبَالَغَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064ابْنُ حَزْمٍ فَقَالَ : لَا خِلَافَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي أَنَّ
ابْنَ مُلْجَمٍ قَتَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا مُتَأَوِّلًا مُجْتَهِدًا مُقَدِّرًا أَنَّهُ عَلَى الصَّوَابِ ، كَذَا قَالَ ، وَهَذَا الْكَلَامُ لَا خِلَافَ فِي بُطْلَانِهِ ، إلَّا إنْ حُمِلَ عَلَى أَنَّهُ كَذَلِكَ كَانَ عِنْدَ نَفْسِهِ ، فَنَعَمْ ، وَإِلَّا فَلَمْ يَكُنْ
ابْنُ مُلْجَمٍ قَطُّ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ وَلَا كَادَ ، وَإِنَّمَا كَانَ مِنْ جُمْلَةِ
الْخَوَارِجِ ، وَقَدْ وَصَفْنَا سَبَبَ خُرُوجِهِمْ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، وَاعْتِقَادِهِمْ فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ ، وَأَمَّا قِصَّةُ قَتْلِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ وَسَبَبُهَا ، فَقَدْ رَوَاهَا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ فِي تَرْجَمَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ بِإِسْنَادٍ فِيهِ انْقِطَاعٌ ، وَهِيَ مَشْهُورَةٌ بَيْنَ أَهْلِ التَّارِيخِ ، وَسَاقَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي الِاسْتِيعَابِ مُطَوَّلًا . وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ فِي قِصَّةِ
قَطَامِ ، فَظَاهِرُهُ مُخَالِفٌ لِلْوَاقِعِ : لِأَنَّ الْمَحْفُوظَ أَنَّهَا شَرَطَتْ ذَلِكَ عَلَيْهِ مَهْرًا ، وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي سِيَاقِ الشِّعْرِ الْمَذْكُورِ .