الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2242 - ( 47 ) - حديث عمران بن حصين : { أن النبي صلى الله عليه وسلم فادى رجلا أسره أصحابه برجلين أسرهما ثقيف من أصحابه }. مسلم في صحيحه مطولا ، ورواه أحمد والترمذي وابن حبان مختصرا [ ص: 203 ] نحو ما هنا .

2243 - ( 48 ) - قوله : { وأخذ المال في فداء أسرى بدر }مشهور . قلت : فيه عدة أحاديث : منها حديث ابن عباس قال : { لما كان يوم بدر ، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف ، وإلى أصحابه وهم ثلاثمائة وسبعة عشر رجلا . - الحديث - وفيه : فقال أبو بكر : يا رسول الله بنو العم والعشيرة ، أرى أن نأخذ منهم الفدية ، فيكون لنا قوة على الكفار ، فعسى الله أن يهديهم للإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب ؟ قال : فقلت : لا والله ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، قال : فهوى ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت }الحديث بطوله ، أخرجه أحمد ، ورواه الحاكم بألفاظ أخرى ، وروى أحمد من حديث أنس : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار الناس في أسارى بدر ، فقال أبو بكر : نرى أن تعفو عنهم ، ويقبل منهم الفداء }.

وروى أبو داود والنسائي والحاكم من حديث ابن عباس ، قال : { جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداء أهل الجاهلية يومئذ أربعمائة }وعن أنس { أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه ، فقال : لا تدعون منه درهما }رواه البخاري . وقد ساق ابن إسحاق في المغازي تفصيل أمر فدي أسرى بدر ، فشفى وكفى .

2244 - ( 49 ) - قوله : { ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي العاص بن الربيع [ ص: 204 ] } أحمد وأبو داود والحاكم من حديث عائشة : { لما بعث أهل مكة في فدي أسراهم ، بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء زوجها أبي العاص بن الربيع بمال ، وبعثت فيه بقلادة لها ، كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة ، وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها الذي لها فقالوا : نعم ، فأطلقوه ، وردوا عليه الذي لها }لفظ أحمد .

2245 - ( 50 ) - قوله : { ومن على ثمامة بن أثال } مسلم عن أبي هريرة : { بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له : ثمامة بن أثال ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ماذا عندك يا ثمامة ؟ فقال : يا محمد عندي خير ، إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت } - الحديث - وفيه أطلقوا ثمامة ، وأصله في البخاري .

2246 - ( 51 ) - حديث ابن عباس { أنه قال في قوله تعالى: { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض }أن ذلك كان يوم بدر وفي المسلمين قلة ، فلما كثروا واشتد سلطانهم أنزل الله بعدها في الأسارى : { فإما منا بعد وإما فداء }فجعل النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالخيار فيهم ، إن شاءوا قتلوهم ، وإن شاءوا استعبدوهم ، وإن شاءوا فادوهم }. البيهقي من حديث علي بن أبي طلحة عنه نحوه ، وعلي ; يقال : لم يسمع من ابن عباس ، لكنه إنما أخذ التفسير عن ثقات أصحابه مجاهد وغيره ، وقد اعتمده البخاري وأبو حاتم وغيرهما [ ص: 205 ] في التفسير ، وقال أبو داود : نا أحمد ، نا أبو نوح ، نا عكرمة بن عمار ، نا سماك الحنفي ، نا ابن عباس ، حدثني عمر بن الخطاب ; قال : { لما كان يوم بدر فأخذ - يعني - النبي صلى الله عليه وسلم الفداء ، أنزل الله تعالى : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى } - إلى قوله - { عذاب عظيم }ثم أحل لهم الغنائم }.

2247 - ( 52 ) - حديث معاذ : { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين : لو كان الاسترقاق جائزا على العرب ، لكان اليوم إنما هو أسراء وفداء }ذكر البيهقي أن الشافعي ذكره في القديم من حديث معاذ بن جبل ، عن الواقدي ، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن السلولي ، عن معاذ ، وأخرجه البيهقي من طريق الواقدي أيضا ، ورواه الطبراني في الكبير من طريق أخرى فيها يزيد بن عياض ، وهو أشد ضعفا من الواقدي .

2248 - ( 53 ) - حديث : { أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله }تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية