[ ص: 182 ]   ( باب كيفية الجهاد    ) : 
2191 - ( 1 ) - قوله : ويستحب للإمام أن يفعل ما اشتهر في سير النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه : { إذا بعث سرية أن يؤمر عليها أميرا ، ويأمرهم بطاعته ويوصيهم   }. روى الشيخان من حديث  علي  قال : { بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، واستعمل عليهم رجلا من الأنصار  وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا   }. الحديث ، وعن  بريدة  قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية ، أوصاه في خاصته بتقوى الله تعالى ، وبمن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزوا بسم الله ، وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ، ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا   }. وهذا الحديث بطوله أخرجه  مسلم    . 
2192 - ( 2 ) - قوله : وأن يأخذ البيعة على الجند حتى لا يفروا .  مسلم   وابن حبان  من حديث  معقل بن يسار    : { بايع الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية  وهو تحت الشجرة ، وأنا رافع غصنا من أغصانها عن وجهه ، لم نبايعه على الموت ، ولكن بايعناه على ألا نفر   }. وروياه من حديث  جابر  أيضا ،  ومسلم  من حديث  سلمة بن الأكوع  ،  [ ص: 183 ]  والبخاري  من حديث  عبد الله بن عمر    . 
2193 - ( 3 ) - قوله : وأن يبعث الطلائع .  مسلم  عن  أنس    : { بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبسة  عينا ينظر ما صنعت عير  أبي سفيان    }. الحديث بطوله ، ووهم  الحاكم  فاستدرك طرفا منه . 
2194 - ( 4 ) - قوله : ويتجسس أخبار الكفار .  مسلم  من حديث  حذيفة  قال : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب : ألا رجل يأتينا بخبر القوم   }. الحديث بطوله . 
2195 - ( 5 ) - قوله : ويستحب الخروج يوم الخميس .  البخاري  عن  كعب بن مالك    : { أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك  ، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس   }. 
2196 - ( 6 ) - قوله : { في أول النهار   }.  أحمد  والأربعة  وابن حبان   [ ص: 184 ] عن صخر بن وداعة الغامدي  رفعه : { اللهم بارك لأمتي في بكورها   }قال ابن طاهر  في تخريج أحاديث الشهاب    : هذا الحديث رواه جماعة من الصحابة ، ولم يخرج شيء منها في الصحيح ، وأقربها إلى الصحة والشهرة هذا الحديث ، وذكره عبد القادر الرهاوي  في أربعينه من حديث  علي  والعبادلة ،  وابن مسعود  ،  وجابر  ،  وعمران بن حصين  ،  وأبي هريرة  ،  وعبد الله بن سلام  ،  وسهل بن سعد  ، وأبي رافع  ، وعمارة بن وثيمة  ، وأبي بكرة  ،  وبريدة بن الحصيب  ، وحديث  بريدة  صححه  ابن السكن  ، وزاد ابن منده  في مستخرجه :  واثلة بن الأسقع  ، ونبيط بن شريط  ، وزاد ابن الجوزي  في العلل المتناهية عن  أبي ذر  ،  وكعب بن مالك  ،  وأنس  ، والغرس بن عميرة  ،  وعائشة  ، وقال : لا يثبت منها شيء ، وضعفها كلها . 
وقد قال أبو حاتم    : لا أعلم في : { اللهم بارك لأمتي في بكورها   }. حديثا صحيحا ، ورواه  البزار  من حديث  ابن عباس   وأنس  بلفظ {   : اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم خميسها   }. وفي الأول : عنبسة بن عبد الرحمن  وهو كذاب ، وفي الثاني : عمرو بن عساور  وهو ضعيف ، وروى أيضا : { اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم سبتها ، ويوم خميسها   }وسئل أبو زرعة  عن هذه الزيادة فقال : هي مفتعلة . 
2197 - ( 7 ) - قوله : وأن تعقد الرايات . في هذا عدة أحاديث : منها حديث سلمة  وهو في الصحيحين بلفظ : { لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فأعطاها  لعلي    }. 
وروى الترمذي   وابن ماجه   [ ص: 185 ] عن  ابن عباس  قال : { كانت راية النبي صلى الله عليه وسلم سوداء ولواءه أبيض   }. ورواه  الحاكم  بلفظ : { كان لواءه أبيض ، ورايته سوداء   }. 
وفي السنن عن  البراء    : { كانت رايته سوداء مربعة من نمر   }( * * * ) ولأبي داود  من حديث سماك بن حرب  ، عن رجل من قومه ، عن آخر منهم ، قال : { رأيت راية النبي صلى الله عليه وسلم صفراء   }. 
وروى  ابن السكن  من حديث العصري  قال : { عقد النبي صلى الله عليه وسلم رايات الأنصار  وجعلهن صفراء   }. 
وروى  الحاكم  وأصحاب السنن  وابن حبان  عن  جابر    : { أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة  عام الفتح ، ولواءه أبيض   }. وفي  النسائي  عن  أنس    { أن  ابن أم مكتوم  كانت معه راية سوداء ، في بعض مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم   }قال ابن القطان    : إسناده صحيح . 
2198 - ( 8 ) - قوله : " ويجعل كل أمير تحت راية " .  البخاري  في  [ ص: 186 ] حديث عروة  ، عن مروان  والمسور  في قصة الفتح ، وقصة  أبي سفيان  ، قال : " ثم مرت كتيبة لم ير مثلها ، قال : من هذه ؟ قال : هؤلاء الأنصار  ، عليهم  سعد بن عبادة  ومعه الراية { وفيه : ثم جاءت كتيبة النبي صلى الله عليه وسلم ورايته مع  الزبير    :   }الحديث بطوله . 
2199 - ( 9 ) - قوله : " ويجعل لكل طائفة شعارا حتى لا يقتل بعضهم بعضا بياتا " .  النسائي   والحاكم  عن  البراء    : { إنكم ستلقون العدو غدا ، فليكن شعاركم حم لا تنصرون   }. ورواه  الحاكم  أيضا من حديث  المهلب بن أبي صفرة  ، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، وقال : صحيح ، قال : والرجل الذي لم يسمه المهلب    : هو  البراء  ، ورواه  النسائي  من هذا الوجه بلفظ : حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي السنن من حديث  سلمة بن الأكوع    : { كان شعارنا ليلة بيتنا هوازن  أمت أمت   }ورواه  الحاكم  من حديث  عائشة    : { جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين  يوم بدر    : عبد الرحمن ، والخزرج    : عبد الله   }. الحديث . 
وعن  ابن عباس  رفعه : { جعل شعار الأزد    : يا مبرور ، يا مبرور   }. 2200 - ( 10 ) - قوله : " ويستحب أن يدخل دار الحرب بتعبئة الحرب ; لأنه أحوط وأهيب " . الترمذي   [ ص: 187 ]  والبزار  من حديث عكرمة  ، عن  ابن عباس  ، عن  عبد الرحمن بن عوف  قال : { عبأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر    }. وفي حديث عروة  الطويل المتقدم أنهم مروا قبيلة قبيلة . 
2201 - ( 11 ) - قوله : " وأن يستنصر بالضعفاء " .  البخاري   والنسائي  عن  سعد بن أبي وقاص    { أنه رأى أن له فضلا على من دونه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم   }. ورواه  أحمد  وأصحاب السنن الثلاثة  وابن حبان   والحاكم  من حديث  أبي الدرداء    . 
2202 - ( 12 ) - قوله : " وأن يدعو عند التقاء الصفين " . أبو داود   وابن حبان   والحاكم  ، عن  سهل بن سعد    : { ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء : عند حضور الصلاة ، وعند الصف في سبيل الله   }. وفي رواية  لابن حبان    : { عند النداء بالصلاة ، والصف في سبيل الله   }.  وللحاكم  عن  ابن عباس   [ ص: 188 ]   { إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء ، واستجيب الدعاء ، فمن نزل به كرب ، أو شدة فليتحين المنادي   }وروى  البيهقي  عن أبي أمامة    : { الدعاء يستجاب ، وتفتح أبواب السماء في أربعة مواطن : عند التقاء الصفوف ، ونزول الغيث ، وإقام الصلاة ، ورؤية الكعبة    }. وإسناده ضعيف .  والطبراني  في الصغير من حديث  ابن عمر  فذكر نحوه ، وقال بدل : { رؤية الكعبة    }: { دعوة المظلوم   }وزاد : { وقراءة القرآن   }. 
2203 - ( 13 ) - قوله : " وأن يكبر من غير إسراف في رفع للصوت " . أما التكبير : ففي الصحيحين عن  أنس    : { صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر  فقالوا : محمد  والخميس ، فقال : الله أكبر ، خربت خيبر    }. الحديث . وأما عدم رفع الصوت : ففي الصحيحين عن أبي موسى    : { إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا   }. الحديث . 
2204 - ( 14 ) - قوله : " وأن يحرض الناس على القتال ، وعلى الصبر ، وعلى الثبات " . متفق عليه من حديث ابن أبي أوفى  ،  ولمسلم  عن أبي موسى   [ ص: 189 ]   { الجنة تحت ظلال السيوف   } 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					