الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        منذ ، بسيط ، مبني على الضم ، ومذ ، محذوف منه ، مبني على السكون ، وتكسر ميمهما ، ويليهما اسم مجرور ، وحينئذ : حرفا جر بمعنى " من " في الماضي ، و " في " في الحاضر ، ومن وإلى جميعا في المعدود ، كـ : ما رأيته منذ يوم الخميس ، واسم مرفوع : كمنذ يومان ، وحينئذ : مبتدآن ، ما بعدهما خبر ، ومعناهما : الأمد في الحاضر والمعدود ، وأول المدة في الماضي ، أو ظرفان مخبر بهما عما بعدهما ، ومعناهما : بين وبين ، كلقيته منذ يومان ، أي : بيني وبين لقائه يومان ، وتليهما الجملة الفعلية نحو : ما زال مذ عقدت يداه إزاره .

                                                        أو الاسمية : وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع .

                                                        وحينئذ : ظرفان مضافان إلى الجملة ، أو إلى زمان مضاف إليها ، وقيل : مبتدآن .

                                                        وأصل مذ : منذ ، لرجوعهم إلى ضم ذال مذ عند ملاقاة الساكنين ، كمذ اليوم ، ولولا أن الأصل الضم لكسروا ، ولتصغيرهم إياه منيذ ، أو إذا كانت مذ اسما فأصلها منذ ، أو حرفا فهي أصل ، ويقال : ما لقيته منذ اليوم ، ومذ اليوم ، بفتح ذالهما ، أو أصلها : " من " الجارة ، و " ذو " بمعنى الذي ، أو " من إذ " ، حذفت الهمزة ، فالتقى ساكنان ، فضم الذال ، أو أصلها : " من ذا " ، اسم إشارة ، فالتقدير في " ما رأيته مذ يومان " : من ذا الوقت يومان ، وفي كل تعسف

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية