الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( وترجمة الطلاق ) ولو ممن أحسن العربية ( بالعجمية ) ، وهي ما عدا العربية ( صريح على المذهب ) لشهرة استعمالها عندهم في معناها شهرة العربية عند أهلها أما ترجمة الفراق والسراح فكذلك على ما اقتضاه ظاهر أصله واعتمده الأذرعي ونقل عن جمع الجزم به لكن الذي في أصل الروضة عن الإمام والروياني ، وأقراهما أنها كناية لبعدها عن الاستعمال ولا ينافي تأثير الشهرة هنا عدمه في أنت علي حرام ؛ لأن ما هنا موضوع للطلاق بخصوصه بخلاف ذاك ، وإن اشتهر فيه ولا يقبل ظاهرا صرف هذه الصرائح عن موضوعها بنية كقوله أردت إطلاقها من وثاق أو مفارقتها للمنزل أو بالسراح التوجه إليه أو أردت غيرها فسبق لساني إليها نعم إن قال الأول ، وهو يحلها من وثاق أو الثاني كالآن فارقتك وقد ودعها عند سفره أو الثالث كاسرحي عقب أمرها بالتكبير لمحل الزراعة على ما بحثه بعضهم فيهما قبل ظاهرا ولو قال طاء ألف لام قاف فهل هو من ترجمة الطلاق أو كناية أو لغو كل محتمل والأقرب الثاني ، ويفرق بينه وبين الترجمة [ ص: 12 ] بأن مفاد كل من المترجم به وعنه واحد بخلافه هنا فإن مفاد الحروف المقطعة الحروف المنتظمة ، وهي التي بها الإيقاع فاختلف المفادان فإن قلت قضية هذا ترجيح الثالث قلت لو قيل به لم يبعد لكن ذلك اللفظ الموقع مفهوم مما نطق به فصح قصد الإيقاع به .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : ممن أحسن العربية ) شامل للعربي الذي يحسن غير العربية ( قوله : [ ص: 12 ] المنتظمة ) فيه نظر بل مفادها أعم من المنتظمة



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله : ولو ممن أحسن ) إلى قوله ولو قال طاء في النهاية . ( قوله : ولو ممن أحسن العربية ) شامل للعربي الذي يحسن غير العربية سم على حج . ا هـ . ع ش ( قوله : وهي ما عدا العربية ) إلى قوله ولو قال طاء في المغني ( قوله : وهي ما عدا العربية ) عبارة المغني فإن قيل تخصيص المصنف الترجمة بالعجمية قاصر فإن غير العجمية من اللغات كذلك ولذا عبر في المحرر بسائر اللغات أجيب بأن مراده بالعجمية ما عدا العربية من سائر اللغات . ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : عندهم ) عبارة المغني عند أهلها ( قوله : الذي في أصل الروضة إلخ ) عبارة المغني اقتصار المصنف على الطلاق قد يفهم أن ترجمة الفراق والسراح كناية ، وهو كذلك كما صححه في أصل الروضة وجزم به ابن المقري في روضه للخلاف في صراحتها بالعربية فضعفا بالترجمة . ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : ولا ينافي إلخ ) جواب منشؤه قوله : لشهرة إلخ ( قوله : ولا يقبل ظاهرا إلخ ) ودين فيما بينه وبين الله تعالى عز وجل . ا هـ . مغني ( قوله : صرف هذه الصرائح إلخ ) أي بلا قرينة ( قوله : أردت إطلاقها إلخ ) عبارة المغني أردت بالطلاق إطلاقها من وثاق أو بالفراق مفارقة المنزل أو فراقا بالقلب أو بالسراح تسريحها إلى منزل أهلها أو أردت غير هذه الألفاظ ولم يكن قرينة تدل على ذلك فإن كانت قرينة كما لو قال إلخ . ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : أو بالسراح ) عطف على مقدر كما مر في كلام المغني ( قوله : غيرها ) أي غير الألفاظ المذكورة ( قوله : الأول ) أي كطلقتك ( قوله : فيهما ) أي الثاني والثالث [ ص: 12 ] قوله : قبل ) أي لوجود القرينة الدالة على ذلك ( قوله : الثاني ) أي كناية الطلاق ( قوله : فإن مفاد الحروف المقطعة الحروف إلخ ) فيه نظر بل مفادها أعم من المنتظمة . ا هـ . سم .

                                                                                                                              ( قوله : فاختلف المفادان ) أي مفاد المقطعة ومفاد المنتظمة ( قوله : قضية هذا ) أي الفرق أو اختلاف المفادين ترجيح الثالث أي كونه لغوا ( قوله : قلت لو قيل به لم يبعد لكن إلخ ) لا يخفى بعده فلعل الأقرب أنه لغو وفي قول المحشي بل مفادها إلخ إشارة ما إليه . ا هـ . سيد عمر ( قوله : الموقع ) بكسر القاف .




                                                                                                                              الخدمات العلمية