الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4230 27 - حدثني عبد الله بن منير، سمع عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا حميد، عن أنس أن الربيع عمته كسرت ثنية جارية، فطلبوا إليها العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبوا إلا القصاص، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقصاص، فقال أنس بن النضر: يا رسول الله، أتكسر ثنية الربيع! لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس، كتاب الله القصاص! فرضي القوم فعفوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في باب الصلح في الدية; فإنه أخرجه هناك عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن حميد عن أنس، وقال الحافظ المزي: لم يذكره أبو مسعود، وذكره خلف، وقد مضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  والربيع بضم الراء -مصغر الربيع ضد الخريف- وهي بنت النضر عمة أنس، والجارية المرأة الشابة، وأنس بن النضر - بفتح النون وسكون الضاد المعجمة - هو أخو الربيع.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لأبره" أي جعله بارا في قسمه وفعل ما أراده، قيل: كيف يصح القصاص في الكسر وهو غير مضبوط؟

                                                                                                                                                                                  وأجيب: بأن المراد بالكسر القلع، أو كان كسرا مضبوطا.

                                                                                                                                                                                  قلت: في الجواب نظر، والصواب أن يقال: أراد بالكسر الكسر الذي يمكن فيه المماثلة، وقيل: ما امتنع عن قول رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - وأنكر الكسر، وأجيب بأنه أراد الاستشفاع من رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - إليهم ولم يرد به الإنكار، أو أنه قبل أن يعرف أن كتاب الله القصاص على التعيين وظن التخيير بين القصاص والدية.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية