الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  عروش وعريش بناء

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال صاحب التلويح: قول البخاري: عروش وعريش بناء وجدناه مرويا عن ابن عباس. قال الطبري: حدثنا المثنى، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وما كانوا يعرشون أي: يبنون. وقال مجاهد: يبنون البيوت والمساكن، وقال بعضهم: قال أبو عبيدة في قوله تعالى وما كانوا يعرشون أي: يبنون. انتهى.

                                                                                                                                                                                  قلت: أما قول صاحب التلويح: قول البخاري إلى آخره فلا وجه له أصلا; لأن قول ابن عباس في تفسير قوله: وما كانوا يعرشون " يبنون فكيف يطابق تفسير عروش وعريش، وكذا قول بعضهم "مثله" وأما تفسير البخاري العروش والعريش بالبناء فليس كذلك; لأن العروش جمع عرش، والعرش سرير الملك وسقف البيت، والعرش مصدر، قال الجوهري: عرش يعرش عرشا أي: بنى بناء من خشب، والعريش ما يستظل به قاله الجوهري، وقال أيضا: العرش الكرم والعريش شبه الهودج، والهودج العريش وخيمة من خشب، وتمام الجمع عرش مثل قليب وقلب، ومنه قيل لبيوت مكة: العرش; لأنها عيدان تنصب وتظلل عليها، وهذا الذي ذكره [ ص: 236 ] مخالف لقاعدته في تفسير بعض الألفاظ في بعض السور وفي بعض المواضع، وكان ينبغي أن يقول: يعرشون يبنون؛ إشارة لما وقع في الآية من قوله ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية