الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  وقال فضيل عن حصين عن مجاهد: متكأ الأترج" قال فضيل: الأترج بالحبشية متكا، وقال ابن عيينة عن رجل عن مجاهد: متكا: كل شيء قطع بالسكين.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  فضيل مصغر فضل، وهو ابن عياض بن موسى أبو علي، ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد، وكتب الحديث بكوفة، وتحول إلى مكة، وأقام بها إلى أن مات في سنة سبع وثمانين ومائة، وقبره بمكة يزار، وحصين بضم الحاء المهملة ابن عبد الرحمن السلمي.

                                                                                                                                                                                  قوله: [ ص: 299 ] متكأ بضم الميم، وتشديد التاء، وفتح الكاف، وبالهمزة المنونة، وفسره مجاهد بأنه الأترج بضم الهمزة، وسكون التاء، وضم الراء، وتشديد الجيم، وروى هذا التعليق ابن المنذر عن يحيى بن محمد بن يحيى، حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد، عن فضيل بن عياض، عن حصين به، وقال الزمخشري: متكأ: ما يتكأ عليه من نمارق، وقيل: متكأ: مجلس الطعام؛ لأنهم كانوا يتكئون للطعام والشراب والحديث كعادة المترفين، ولهذا نهي أن يأكل الرجل متكئا، وعن مجاهد: متكأ: طعاما يحز حزا، كأن المعنى يعتمد بالسكين؛ لأن القاطع يتكئ على المقطوع بالسكين، ويقال في الأترج: الأترنج بالنون الساكنة بعد الراء، ويدغم النون في الجيم أيضا، وكانت زليخا أهدت ليوسف أترجة على ناقة، وكأنها الأترجة التي ذكرها أبو داود في سننه، أنها شقت بنصفين، وحملا كالعدلين على جمل.

                                                                                                                                                                                  قوله: قال فضيل: الأترج بالحبشية متكأ، أي بلسان الحبشة أو باللغة الحبشية.

                                                                                                                                                                                  قوله: متكا بضم الميم، وسكون التاء، وبتنوين الكاف، وهذا التعليق رواه أبو محمد عن أبيه عن إسماعيل بن عثمان، حدثنا يحيى بن يمان عنه، وقرأ "متكا" بضم الميم، وتشديد التاء، وتنوين الكاف بغير همزة، وعن الحسن: "متكاء" بالمد كأنه "مفتعال" وذلك لإشباع فتحة الكاف لقوله بمنتزاح بمعنى منتزح.

                                                                                                                                                                                  قوله: وقال ابن عيينة، وهو سفيان بن عيينة عن رجل هو مجهول عن مجاهد: متكا -بضم الميم، وسكون التاء، وتنوين الكاف- وهو كل شيء قطع بالسكين، وقيل من متك الشيء بمعنى بتكه إذا قطعه، وقرأ الأعرج "متكأ" على وزن مفعل من تكأ يتكأ إذا اتكا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية