الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4097 352 - حدثنا مسدد، حدثنا خالد، حدثنا بيان، عن قيس عن جرير قال: كان بيت في الجاهلية يقال له ذو الخلصة، والكعبة اليمانية، والكعبة الشامية، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تريحني من ذي الخلصة فنفرت في مائة وخمسين راكبا، فكسرناه، وقتلنا من وجدنا عنده، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فدعا لنا ولأحمس.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وخالد هو ابن عبد الله الطحان، وبيان بفتح الباء الموحدة، وتخفيف الياء آخر الحروف ابن بشر بكسر الباء الموحدة، وقيس هو ابن أبي حازم، وجرير بن عبد الله البجلي بفتح الباء الموحدة، والجيم.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي، فإنه أخرجه هناك عن إسحاق الواسطي عن خالد عن بيان إلخ بأتم منه، ومضى الكلام فيه هناك، وأخرجه مسلم في الفضائل عن عبد الحميد عن خالد به.

                                                                                                                                                                                  قوله: (يقال له ذو الخلصة، والكعبة اليمانية، والكعبة الشامية) قال النووي: فيه إشكال؛ إذ كانوا يقولون له الكعبة اليمانية فقط، وأما الكعبة الشامية فهي الكعبة المعظمة التي بمكة، فلا بد من التأويل بأن يقال: كان يقال له الكعبة اليمانية، والتي بمكة الكعبة الشامية، وقال: ذكر الشامية غلط، وقال الكرماني: يحتمل أن تكون الكعبة مبتدأ، وقوله: (الشامية) خبره، والجملة حال، ومعناها أن الكعبة هي الشامية لا غير، وعند مسلم: وكان يقال له الكعبة اليمانية والشامية، قال السهيلي: وهذا مشكل، ومعناه كان يقال له الكعبة، والكعبة الشامية البيت، فزيادة له في الحديث سهو، وبإسقاطه يصح المعنى، قاله بعض النحويين، وقال: وليس هو عندي بسهو، وإنما معناه: وكان يقال له أي يقال من أجله الكعبة اليمانية، وله بمعنى من أجله لا ينكر في العربية، وقال عياض: وفي بعض الروايات: والكعبة اليمانية الكعبة الشامية بغير واو، وقال: وفيه إبهام، قال: والمعنى: كان يقال له تارة هكذا، وتارة هكذا.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ألا تريحني) كلمة "ألا" بفتح الهمزة، وتخفيف اللام للتحضيض، وقيل: طلب يتضمن الأمر، وتريحني من الإراحة بالراء، والحاء المهملة، والمراد إراحة القلب، وإنما خص جريرا بذلك؛ لأنها كانت في بلاد قومه [ ص: 11 ] وكان هو من أشرافهم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فنفرت) أي خرجت مسرعا.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فكسرناه) أي البيت.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ولأحمس) على وزن أحمر بالمهملتين، وأحمس أخو بجيلة رهط جرير رضي الله تعالى عنه ينسبون إلى أحمس بن الغوث بن أنمار، وبجيلة امرأة نسبت إليها القبيلة، وقبيلة أخرى يقال لها أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وليست هذه بمرادة هاهنا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية