الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4389 186 - حدثنا محمد بن عبيد بن ميمون، حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد، قال أخبرني ابن أبي مليكة، دخلنا على ابن عباس فقال: ألا تعجبون لابن الزبير قام في أمره هذا! فقلت: لأحاسبن نفسي له ما حاسبتها لأبي بكر ولا لعمر ولهما كانا أولى بكل خير منه، وقلت: ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وابن الزبير، وابن أبي بكر، وابن أخي خديجة، وابن أخت عائشة، فإذا هو يتعلى عني ولا يريد ذلك، فقلت: ما كنت أظن أني أعرض هذا من نفسي فيدعه وما أراه يريد خيرا وإن كان لا بد لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني غيرهم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في الحديث المذكور، أخرجه عن محمد بن عبيد بن ميمون المديني، ويقال له: محمد بن أبي عباد، عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني الكوفي عن عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي القرشي المكي عن عبد الله بن أبي مليكة إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: (قام في أمره) أي في الخلافة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (لأحاسبن نفسي له) أي لأناقشنها له أي لابن الزبير، وقيل لأطالبن نفسي بمراعاته وحفظ حقه، ولأنافسن في معونته، ولاستقصين عليها في النصح له والذب عنه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ما حاسبتها) [ ص: 270 ] كلمة ما للنفي، أي ما حاسبت نفسي لأبي بكر ولا لعمر.

                                                                                                                                                                                  قوله (ولهما كانا أولى بكل خير) اللام فيه لام الابتداء، والواو فيه يصلح أن يكون للحال، وهما يرجع إلى أبي بكر وعمر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (منه) أي من ابن الزبير.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وقلت: ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم) تجوز، وإنما هي عمة أبي النبي صلى الله عليه وسلم، وهي صفية بنت عبد المطلب، وكذلك قوله: "وابن أبي بكر" تجوز؛ لأنه ابن بنت أبي بكر، وكذلك قوله: "وابن أخي خديجة" تجوز؛ لأنه ابن ابن أخيها العوام.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فإذا هو) أي ابن الزبير يتعلى عني أي يترفع متنحيا عني.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ولا يريد ذلك) أي لا يريد أن أكون من خاصته.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ما كنت أظن أني أعرض هذا) أي أظهر وأبذل هذا من نفسي، وأرضى به "فيدعه" أي فأن يدعه أي يتركه، ولا يرضى هو بذلك.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وما أراه يريد خيرا) أي وما أظنه يريد خيرا، يعني في الرغبة عني.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وإن كان لا بد) أي: وإن كان هذا الذي صدر منه لا فراق له منه لأن يربني بنو عمي أي بنو أمية، "ويربني" من التربية، ومعناه يكون بنو أمية أمراء علي، وقائمين بأمري.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أحب إلي) خبر إن.

                                                                                                                                                                                  قوله: (غيرهم) أي غير بني عمي، وهم الأمويون.

                                                                                                                                                                                  وقال الحافظ إسماعيل في كتاب التخيير: يعني بقوله: "لأن يربني بنو عمي" إلى آخره: لأن أكون في طاعة بني أمية -وهم أقرب إلي قرابة من بني أسد- أحب إلي.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية