الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4337 باب قوله تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في قوله تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم وليس لفظ "باب" إلا في رواية أبي ذر، واللغو في اليمين هو قولك: لا والله وبلى والله، وقيل: معنى اللغو الإثم، والمعنى: لا يؤاخذكم الله بالإثم في الحلف إذا كفرتم. وقال ابن جبير: هو الرجل يحلف على المعصية. وقال إبراهيم: هو أن ينسى، وقال زيد بن أسلم: هو قول الرجل: أعمى الله بصري إن لم أفعل كذا وكذا، ونحوه. وقال ابن عباس: هو أن يحرم ما أحل الله له فليس عليه كفارة. وقال طاوس والقاضي إسماعيل: هو أن يحلف وهو غضبان. وعند الشافعي: هو سبق اللسان من غير قصد، وقال أبو الوليد بن رشيد: ذهب مالك وأبو حنيفة إلى أنها اليمين على شيء يظن الرجل أنه على يقين منه فيخرج الشيء على خلاف ما حلف عليه.

                                                                                                                                                                                  وقال الشافعي: لغو اليمين ما لم تنعقد النية عليه، مثل ما جرت به العادة من قول الرجل في أثناء المخاطبة: "لا والله" "وبلى والله" من غير أن يعتقد لزومه انتهى.

                                                                                                                                                                                  يقال: لغا في القول يلغو ويلغى لغوا، ولغى لغا ولغاة أخطأ، وكلمة لاغية فاحشة، ولغا يلغو لغوا تكلم. وقال الجوهري: لغا يلغو لغوا أي: قال باطلا. يقال: لغوت باليمين، ونباح الكلب لغو أيضا، ولغي بالكسر يلغى لغى مثله، واللغى الصوت مثل الوغى ويقال أيضا: لغي به يلغى لغا أي لهج به، واللغة [ ص: 207 ] أصلها لغي أو لغو والهاء عوض، وجمعها لغا ولغات.

                                                                                                                                                                                  وفي تفسير الجوزي لما نزلت: لا تحرموا ما أحل الله لكم. قالوا: يا رسول الله كيف نصنع بأيماننا؟ يعني حلفهم على ما اتفقوا عليه، فنزلت لا يؤاخذكم الله الآية. قال الثعلبي: قال ابن عباس: اتفاقهم كان على الصوم نهارا والقيام ليلا. وقال مقاتل: كانوا عشرة حلفوا على ذلك: أبو بكر، وعمر، وعلي، والمقداد، وعثمان بن مظعون، وأبو ذر، وسلمان، وابن مسعود، وعمار، وحذيفة، وزاد بعضهم سالما مولى أبي حذيفة وقدامة، وزاد أبو أحمد إسحاق بن إبراهيم البستي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية