الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4233 30 - حدثني محمود، أخبرنا عبيد الله عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: دخل عليه الأشعث، وهو يطعم، فقال: اليوم عاشوراء، فقال: كان يصام قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان ترك، فادن فكل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة مثل ذلك، ومحمود هو ابن غيلان قال الكرماني: وفي بعض النسخ محمد، والأول أصح، وعبيد الله هو ابن موسى بن باذام الكوفي، وهو شيخ البخاري أيضا، روى عنه هنا بالواسطة، وإسرائيل هو أبو يونس، ومنصور هو ابن المعتمر، وإبراهيم هو النخعي، وعلقمة هو ابن قيس، وعبد الله هو ابن مسعود.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الصوم عن إسحاق بن منصور.

                                                                                                                                                                                  قوله: "دخل عليه الأشعث" بفتح الهمزة وسكون المعجمة وفتح العين المهملة، وفي آخره ثاء مثلثة ابن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة الكندي، قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة عشر في وفد كندة، وكان رئيسهم. وقال ابن إسحاق عن الزهري: قدم في ستين راكبا من كندة، وأسلم، وكان في الجاهلية رئيسا مطاعا في كندة، وكان في الإسلام وجيها في قومه إلا أنه كان ممن ارتد عن الإسلام بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم راجع الإسلام في خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه، مات سنة أربعين بعد مقتل علي بن أبي طالب بأربعين يوما بالكوفة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وهو يطعم" أي والحال أن عبد الله كان يأكل.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فقال" أي الأشعث.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فقال كان يصام" أي فقال عبد الله: كان عاشوراء يصام قبل أن ينزل فرض صوم رمضان.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ترك" على صيغة المجهول، أي ترك صومه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فادن" أمر من دنا يدنو وكذلك قوله: "فكل" أمر من أكل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية