الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  القمل الحمنان يشبه صغار الحلم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى تفسير القمل المذكور في الآية التي مضت الآن، وفسره بقوله: "الحمنان" بضم الحاء وسكون الميم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يشبه صغار الحلم" بفتح الحاء المهملة واللام. وقال أبو عبيدة: القمل عند العرب ضرب من القردان، واحدها حمنانة، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: القمل السوس الذي يخرج من الحنطة، وعنه أنه الدباء وهو الجراد الصغار الذي لا أجنحة له، وبه قال مجاهد وقتادة. وعن الحسن وسعيد بن جبير: القمل دواب سود صغار، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: القمل البراغيث. وقال ابن جرير: القمل جمع قملة وهي دابة تشبه القمل تأكل الإبل، والحلم جمع حلمة والحلمة تتقفى من ظهرها فيخرج منها القمقامة، وهي أصغر مما رأيته مما يمشي ويتعلق بالإبل، فإذا امتلأ سقط على الأرض وقد عظم، ثم يضمر حتى يذهب دمه فيكون قرادا فيتعلق بالإبل ثانية فيكون حمنة.

                                                                                                                                                                                  قال أبو العالية: أرسل الله تعالى الحمنان على دوابهم فأكلتها حتى لم يقدروا على المسير، وقرأ الحسن "القمل" بفتح القاف وسكون الميم. وفي المحكم القمل صغار الذر والدباء، وفي الجامع هو شيء أصغر من الظفر له جناح أحمر وأكدر. قال أبو يوسف: هو شيء يقع في الزرع ليس بجراد فيأكل السنبلة وهي غضة قبل أن تخرج فيطول الزرع ولا سنبل فيه. وقال أبو حنيفة: هو شيء يشبه الحلم وهو لا يأكل أكل الجراد، ولكن يمص الحب إذا وقع فيه الدقيق وهو رطب، وتذهب قوته وخيره وهو خبيث الرائحة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية