الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  مرجون مؤخرون

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  لم يثبت هذا في رواية أبي ذر، وأشار به إلى قوله تعالى: وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم وفسر مرجون بقوله "مؤخرون" أي: يؤخرون لأمر الله ليقضي الله فيهم ما هو قاض. ومرجون من أرجأت الأمر وأرجيته بهمز وبغيره وكلاهما بمعنى التأخير، ومنه المرجئة وهم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة أي: أخره عنهم. والمرجئة تهمز ولا تهمز، فالنسبة من الأول مرجئ ومن الثاني مرجي، والمراد من قوله تعالى: "وآخرون مرجون" الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، وهم مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن أمية، قعدوا عن غزوة تبوك في جملة من قعد كسلا وميلا إلى الدعة والخفض وطيب الثمار والظلال، لا شكا ونفاقا، قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك وآخرون.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية