الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4408 205 - حدثنا مسدد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، وهشام قالا: حدثنا قتادة، عن صفوان بن محرز، قال: بينا ابن عمر يطوف إذ عرض رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، أو قال: يا ابن عمر، هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في النجوى؟ فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يدنى المؤمن من ربه، وقال هشام: يدنو المؤمن حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، يقول: رب أعرف مرتين، فيقول: سترتها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته، وأما الآخرون أو الكفار فينادى على رؤوس الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم وقال شيبان عن قتادة حدثنا صفوان.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، ويزيد -من الزيادة- ابن زريع -مصغر زرع- وسعيد هو ابن أبي عروبة، وهشام هو ابن عبد الله الدستوائي، وصفوان بن محرز -بضم الميم، وسكون الحاء المهملة، وكسر الراء، وبالزاي- المازني.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب المظالم في باب قول الله تعالى ألا لعنة الله على الظالمين ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: في النجوى أي المناجاة التي بين الله تعالى وبين المؤمنين، وإنما أطلق النجوى لمخاطبة الكفار على رؤوس الأشهاد.

                                                                                                                                                                                  قوله: (يدنى المؤمن) على صيغة المجهول من الدنو، وهو القرب.

                                                                                                                                                                                  قوله: (كنفه) بفتح النون، وهو الجانب والناحية، وهذا تمثيل لجعله تحت ظل رحمته يوم القيامة، وقال ابن الأثير: حتى يضع عليه كنفه أي يستره، وقيل يرحمه، ويلطف به، والكنف والدنو كلاهما مجازان لاستحالة حقيقتهما على الله تعالى، والحديث من المتشابهات.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ثم تطوى) ويروى ثم يعطى.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وأما الآخرون) بالمد، وفتح الخاء وكسرها، ويروى بالقصر والكسر فهم المدبرون المتأخرون عن الخير.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أو الكفار) شك من الراوي.

                                                                                                                                                                                  قوله: وقال شيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي، وقد أخرج البخاري هذا الحديث أيضا في كتاب التوحيد عن مسدد عن أبي عوانة عن قتادة عن صفوان إلى آخره ثم قال: وقال آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة حدثنا صفوان عن ابن عمر: سمعت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ووصله ابن مردويه من طريق شيبان.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية