الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4415 وعن ابن مسعود: بل عجبت ويسخرون

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا في سورة الصافات، وهو قوله إنا خلقناهم من طين لازب بل عجبت ويسخرون ولا مناسبة لذكره هاهنا، وأجاب الكرماني بقوله: إنه لبيان أن ابن مسعود كما يقرأ "هيت" مضموم التاء يقرأ قوله: (عجبت) بضم التاء.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وعن ابن مسعود) معطوف على الإسناد الذي قبله، ووصله الحاكم في المستدرك من طريق جرير عن الأعمش بهذا.

                                                                                                                                                                                  قوله: (بل عجبت) فيه قراءتان (إحداهما) عن حمزة والكسائي وخلف بضم التاء (والأخرى) عن الباقين بفتح التاء، فالمعنى على الأولى: بلغ من عظم آياتي، وكثرة خلائقي، أني عجبت منها فكيف بعبادي وهؤلاء بجهلهم وعنادهم يسخرون من آياتي، وقيل: عجبت من أن ينكروا البعث ممن هذه أفعاله، وهم يسخرون ممن يصف الله بالقدرة عليه.

                                                                                                                                                                                  قيل: العجب من الله تعالى محال؛ لأنه روعة تعتري الإنسان عند استعظام الشيء، وأجيب بأن مجرد العجب لمعنى الاستعظام، وقيل: يتخيل العجب ويفرض. والمعنى على الثانية أنه خطاب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ومعناه يا محمد بل عجبت من تكذيبهم إياك، وهم يسخرون من تعجبك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية