الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  صنوان النخلتان أو أكثر في أصل واحد، وغير صنوان وحدها بماء واحد كصالح بني آدم وخبيثهم، أبوهم واحد.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى قوله صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد الآية، وفسر قوله: صنوان بقوله: النخلتان أو أكثر في أصل واحد، وكذا قال ابن عباس: الصنوان ما كان من نخلتين أو ثلاثا أو أكثر أصلهن واحد، وهو جمع صنو، ويجمع في القلة على أصناو، ولا فرق بينهما في التثنية والجمع إلا في الإعراب، وذلك أن النون في التثنية مكسورة أبدا غير منونة، وفي الجمع منونة تجري بجريان الإعراب، والقراء كلهم على كسر الصاد إلا أبا عبد الرحمن السلمي فإنه يضمهما.

                                                                                                                                                                                  قوله وغير صنوان وحدها) أي وغير صنوان المتفرق الذي لا يجمعه أصل واحد.

                                                                                                                                                                                  قوله بماء واحد أي يسقى بماء واحد، وفي رواية الفريابي عن مجاهد مثل ما قاله البخاري لكن قال: يسقى بماء واحد قال: بماء السماء.

                                                                                                                                                                                  قوله: (كصالح بني آدم) إلى آخره شبه الصنوان الذي أصله واحد والصنوان المتفرق الذي لا يجمعه أصل واحد بصالح بني آدم وخبيثهم، أبوهم واحد.

                                                                                                                                                                                  وقال الحسن: هذا مثل ضربه الله تعالى لقلوب بني آدم، فقلب يرق فيخشع ويخضع، وقلب يسهو ويلهو، والكل من أصل واحد، وكذلك صنوان وغير صنوان، منها ما يخرج الطيب، ومنها ما يخرج غير الطيب، وأصله واحد، والكل يسقى بماء واحد.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية