984 ص: فكان من الحجة عليهم لأهل المقالة الأولى: أن هذا الحديث قد يحتمل ما ذكروا، وقد يحتمل أن تكون صفة الجمع من كلام الزهري لا عن أنس فإنه قد كان كثيرا ما يفعل هذا؛ يصل الحديث بكلامه حتى يتوهم أن ذلك في الحديث، وقد يحتمل أن يكون قوله: "إلى أول وقت العصر". إلى قرب أول وقت العصر، فإن كان معناه يقتضي ما صرفناه إليه مما لا يجب أن يكون في وقت العصر، فلا حجة في هذا الحديث للذي تقول: إنه صلاهما في وقت العصر، وإن كان أصل الحديث على أنه صلاهما في وقت العصر، فكان ذلك هو جمعه بينهما، فإنه قد خالفه في ذلك عبد الله بن عمر فيما رويناه عنه عن النبي -عليه السلام-.
وخالفته في ذلك عائشة -رضي الله عنها- كما حدثنا فهد ، قال: ثنا الحسن بن بشر ، قال: ثنا المعافى بن عمران ، عن مغيرة بن زياد الموصلي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -عليه السلام- في السفر يؤخر الظهر ويقدم العصر ، ويؤخر المغرب ويقدم العشاء" .
[ ص: 268 ]


