ولا بأس أن يجتمعوا على غسل اليد في الطست في حالة واحدة ، فهو أقرب إلى التواضع وأبعد عن طول الانتظار .
فإن لم يفعلوه فلا ينبغي أن يصب ماء كل واحد بل يجمع الماء في الطست قال صلى الله عليه وسلم أجمعوا : وضوءكم جمع الله شملكم .
قيل : إن المراد هذا .
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار لا يرفع : الطست من بين يدي قوم إلا مملوءة ولا تشبهوا بالعجم .
وقال ابن مسعود اجتمعوا على غسل اليد في طست واحد ولا تستنوا بسنة الأعاجم .
والخادم الذي يصب الماء على اليد كره بعضهم أن يكون قائما وأحب أن يكون جالسا لأنه أقرب إلى التواضع وكره بعضهم جلوسه ، فروي أنه صب الماء على يد واحد خادم جالسا ، فقام المصبوب عليه فقيل له : لم قمت ؟ فقال : أحدنا لا بد وأن يكون قائما .
وهذا أولى لأنه أيسر للصب وللغسل ، وأقرب إلى تواضع الذي يصب وإذا كان له نية فيه فتمكينه من الخدمة ليس فيه تكبر ، فإن العادة جارية بذلك


