الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4410 207 - حدثنا مسدد، حدثنا يزيد هو ابن زريع، حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنزلت عليه وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين قال الرجل: ألي هذه؟ قال: لمن عمل بها من أمتي.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وأبو عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي بالنون وبالدال المهملة، والحديث مضى في الصلاة في المواقيت في (باب: الصلاة كفارة) فإنه أخرجه هناك عن قتيبة عن يزيد بن زريع إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أن رجلا) اسمه كعب بن عمرو، ويكنى بأبي اليسر -بفتح الياء آخر الحروف، والسين المهملة- والحديث أخرجه ابن أبي خيثمة لكن قال: إن رجلا من الأنصار يقال له معتب، وقيل: اسمه نبهان التمار، وقيل: عمرو بن غزية، وقيل: عامر بن قيس [ ص: 298 ] وقيل: عباد بن عمرو بن داود بن غنم بن كعب الأنصاري السلمي، وأمه نسيبة بنت الأزهر بن مري بن كعب بن غنم، شهد بدرا بعد العقبة فهو عقبي بدري، شهد بدرا وهو ابن عشرين سنة، وهو الذي أسر العباس بن عبد المطلب يوم بدر، وكان رجلا قصيرا دحداحة ذا بطن، والعباس رجل طويل ضخم، فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لقد أعانك عليه ملك كريم، وهو الذي انتزع راية المشركين، وكانت بيد أبي عزيز بن عمير يوم بدر، وشهد صفين مع علي رضي الله تعالى عنه، يعد في أهل المدينة، وكانت وفاته سنة خمس وخمسين، وحديث نبهان التمار أخرجه الثعلبي وغيره من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس: أن نبهان التمار أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا فضرب على عجيزتها ثم ندم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إياك أن تكون امرأة غاز في سبيل الله، فذهب يبكي، ويصوم، ويقوم، فأنزل الله والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فأخبره، فحمد الله وقال: يا رسول الله، هذه توبتي قبلت فكيف لي بأن يتقبل شكري، فنزلت وأقم الصلاة طرفي النهار الآية.

                                                                                                                                                                                  قيل: إن ثبت هذا حمل على واقعة أخرى لما بين السياقين من المغايرة.

                                                                                                                                                                                  قلت: قال الذهبي في تجريد الصحابة: نبهان التمار أبو مقبل له ذكر في رواية مقاتل عن الضحاك، ولسنا بيقين، وحديث عمرو بن غزية أخرجه ابن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله وأقم الصلاة طرفي النهار قال: نزلت في عمرو بن غزية، وكان يبيع التمر فأتته امرأة تبتاع تمرا فأعجبته، الحديث، قال أبو عمر: عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني، شهد العقبة ثم شهد بدرا، وهو والد الحجاج بن عمرو، واختلف في صحبة الحجاج.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ألي هذه) يعني أهذه الآية مختصة بي بأن صلاتي مذهبة لمعصيتي أو عامة لكل الأمة، والهمزة في ألي مفتوحة لأنها للاستفهام، وقوله هذه مبتدأ وخبره مقدما قوله: (ألي).

                                                                                                                                                                                  وفي رواية أحمد والطبراني من حديث ابن عباس فقال: يا رسول الله ألي خاصة أم للناس عامة؟ فضرب عمر رضي الله تعالى عنه صدره وقال: لا، ولا نعمة عين، بل للناس عامة. فقال صلى الله عليه وسلم: صدق عمر، وهذا يوضح أن السائل في الحديث هو صاحب القصة.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: في حديث أبي اليسر فقال إنسان: يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة؟ وفي رواية الدارقطني مثله من حديث معاذ نفسه.

                                                                                                                                                                                  قلت: يحمل ذلك على تعدد السائلين.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية