الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4322 120 - حدثنا أبو نعيم، حدثنا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي العشاء، إذ قال: سمع الله لمن حمده، ثم قال قبل أن يسجد: اللهم نج عياش بن أبي ربيعة، اللهم نج سلمة بن هشام، اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن الذين عذرهم الله في الآية المترجم بها هم المستضعفون، وقد دعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث، ودعا على من عوقهم عن الهجرة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وشيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى بن أبي كثير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.

                                                                                                                                                                                  وقد مر الحديث في كتاب الاستسقاء في باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن أخرجه من حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وقد مر الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وطأتك" الوطأة الدوسة والضغطة يعني الأخذة [ ص: 190 ] الشديدة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "اجعلها سنين" أي اجعل وطأتك أعواما مجدبة كسني يوسف، وهي التي ذكرها الله تعالى في كتابه ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد أي سبع سنين فيها قحط وجدب.

                                                                                                                                                                                  وقوله: "سنين" جمع سنة، وهي الجدب، يقال: أخذتهم السنة إذا أجدبوا وأقحطوا، وهي من الأسماء الغالبة، نحو الدابة في الفرس، والمال في الإبل، وأصل السنة سنهة بوزن جبهة، فحذفت لامها ونقلت حركتها إلى النون، وقيل: أصلها سنوة بالواو، فحذفت، وتجمع على سنهات، فإذا جمعتها جمع الصحة كسرت السين فقلت سنون وسنين، وبعضهم يضمها، ومنهم من يقول: سنون على كل حال في الرفع والنصب والجر، وتجعل الإعراب على النون الأخيرة، فإذا أضفتها على الأول حذفت نون الجمع للإضافة، وعلى الثاني لا تحذفها فتقول: سني زيد وسنين زيد.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية