الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        3316 وقال عبد : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الزهري ، ثنا أبي ، عن صالح بن كيسان قال : قال أبو عبد الرحمن سمعت أبا هريرة رضي الله عنه ، يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حرام على عينين أن تنالهما النار : عين بكت من خشية الله تعالى ، وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر " وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يبكي عبد فتقطر عيناه من خشية الله تعالى فيدخله الله النار أبدا حتى يعود قطر السماء " ، ويقال : قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر حين رجع الناس من مؤتة وفي يده قطعة من خبز ، فلما ذكر صلى الله عليه وسلم شأنهم فاضت عيناه فمسح وجهه وقال : " إنما أنا بشر ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، إن المرء يرى أنه كثير بأخيه ، من له عندي عدة ؟ " . فقال سلمان الفارسي رضي الله عنه : أنا يا رسول الله فأعطاها صلى الله عليه وسلم إياه ، وقالت بركة رضي الله عنها : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته وهي تموت وهي تحت عثمان رضي الله عنه ، فاضت عيناه وبكت بركة رضي الله عنها ونتفت رأسها ، فزجرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : أتبكي يا رسول الله ونحن سكوت ؟ قال صلى الله عليه وسلم: " إن الذي رأيت مني رحمة لها ، إنما أنا بشر ، إن المؤمن بمنزلة من الله تعالى صالحة على عسر أو يسر " .

                                                                                        [ ص: 741 ] [ ص: 742 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية