الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        3125 \ 1 - وقال ابن أبي عمر : حدثنا بشر بن السري ، ثنا الثوري ، عن عبد الرحمن بن عابس ، حدثني أبو إياس ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أنه كان يقول في خطبته : إن أصدق الحديث كلام الله ، وأوثق العرى كلمة التقوى ، وخير الملل ملة إبراهيم عليه السلام ، وأحسن القصص هذا القرآن ، وأحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأشرف الحديث ذكر الله تعالى ، وخير الأمور عزائمها ، وشر الأمور محدثاتها ، وأحسن الهدي هدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وأشرف الموت قتل الشهداء ، وأغير الضلالة الضلالة بعد الهدى ، وخير العمل أو العلم - شك بشر - ما نفع ، وخير الهدى ما اتبع ، وشر العمى عمى القلب ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ، ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها ، وشر الغيلة الغيلة عند حضرة الموت ، وشر الندامة ندامة يوم القيامة ، ومن الناس من لا يأتي الجمعة أو الصلاة إلا دبرا ، ولا يذكر الله تعالى إلا هجرا ، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد [ ص: 89 ] التقوى ، ورأس الحكمة مخافة الله تعالى ، وخير ما ألقي في القلب اليقين ، والريب من الكفر ، والنوح من عمل الجاهلية ، والغلول من جمر جهنم ، والكنز كي من النار ، والشعر مزامير إبليس ، والخمر جماع الإثم ، والنساء حبائل الشيطان ، والشباب شعبة من الجنون ، وشر المكاسب مكاسب الربا ، وشر المآكل مأكل مال اليتامى ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من شقي في بطن أمه ، وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه ، وإنما يصير إلى موضع أربعة أذرع ، وخير الأمر ناجزه ، وأملك العمل خواتمه ، وشر الروايا روايا الكذب ، وكل ما هو آت قريب ، وسباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معاصي الله تعالى ، ولحرمة ماله كحرمة دمه ، ومن يتأل على الله تعالى يكذبه ، ومن يغفر يغفر الله له ، ومن يعف يعف الله عنه ، ومن يكظم الغيظ يأجره الله تعالى ، ومن يصبر على الرزايا يعنه الله عز وجل ، ومن يعرف البلاء يصبر عليه ، ومن لا يعرفه ينكره ، ومن ينكره يضيعه الله تبارك وتعالى ، ومن يتبع السمعة يسمع الله به ، ومن ينو الدنيا تعجزه ، ومن يطع الشيطان يعص الله عز وجل ، ومن يعص الله تعالى يعذبه .

                                                                                        [ ص: 90 ] [ ص: 91 ] [ ص: 92 ] [ ص: 93 ] [ ص: 94 ] [ ص: 95 ] [ ص: 96 ]

                                                                                        3125 \ 2 - وقال أحمد بن منيع : حدثنا يوسف بن عطية ، ثنا أبو حمزة - هو الأعور اسمه ميمون - عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يخطب كل عشية خميس بهذه الخطبة ، قال : وكنا نرى أنها خطبة النبي صلى الله عليه وسلم : أيها الناس ، إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، ألا أيها الناس إنكم موقوفون في صعيد واحد ، ينفذكم البصر ، ويسمعكم المنادي ، وإن الشقي من شقي في بطن أمه ، وإن السعيد من وعظ بغيره " .

                                                                                        [ ص: 97 ] [ ص: 98 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية