الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
وعن عمرو بن الشريد عن أبيه الشريد بن سويد رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : الجار أحق بشفعته ما كان . } ، والشريد هذا ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، ثم روي عنه أنه قال : { أتيت رسول الله [ ص: 93 ] صلى الله عليه وسلم فاستنشدني من أشعار الجاهلية ، فكلما أنشدت شيئا قال : صلى الله عليه وسلم إيه حتى أنشدت مائة بيت . } وأهل الحديث يرون حديثه هذا في الشفعة { أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أرض بيعت ليس لأحد فيها شركة ، ولا قسم ، إلا الجوار ، فقال : صلى الله عليه وسلم الجار أحق بشفعته ما كان . } فهذا يدل على أن المراد حقيقته ; لأنه نفى الشركة في السؤال وأثبت الجوار ، فقال : صلى الله عليه وسلم ما كان وله معنيان أحدهما أن المراد من كان ، فإن " ما " تذكر بمعنى " من " قال الله تعالى : { والسماء وما بناها } ، فهو دليل على أن الشفعة للذكر ، والأنثى ، والحر ، والمملوك ، والصغير ، والكبير ، والمسلم ، والذمي ، والثاني أن المراد بقوله ما كان أي ما كان أي يحتمل القسمة ، أو لا يحتمل القسمة ، فيكون دليلا لنا على الشافعي حيث يقول : لا تثبت الشفعة ، إلا فيما يحتمل القسمة . وبظاهره يستدل من أوجب الشفعة في بعض المنقولات كالسفن ونحوها ، وهو قول أصحاب الظواهر ، ولكن ما روينا من قوله : صلى الله عليه وسلم { الشفعة في كل ربع ، أو عقار } تبين أن المراد بقوله ما كان العقار دون المنقول .

التالي السابق


الخدمات العلمية