الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              باب الإيمان بالتعجب

              وقالت الجهمية : إن الله لا يعجب .

              قال الله عز وجل : بل عجبت ويسخرون ، هكذا قرأها ابن مسعود ، وقيل لإبراهيم : إن شريحا قرأها : عجبت ، فقال : كان شريح معجبا برأيه ، عبد الله بن مسعود أعلم من شريح ، والتعجب على وجهين : أحدهما المحبة بتعظيم قدر الطاعة والسخط بتعظيم قدر الذنب ، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " عجب ربك من شاب ليس له صبوة " ، أي أن الله محب له راض عنه عظيم قدره عنده [ ص: 132 ] .

              والثاني : التعجب على معنى الاستنكار للشيء ، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ؛ لأن المتعجب من الشيء على معنى الاستنكار هو الجاهل به الذي لم يكن يعرفه ، فلما عرفه ورآه استنكره ، وعجب منه ، وجل الله أن يوصف بذلك . وقد جاءت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بما دل على التعجب الأول .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية