الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              وقالت الجهمية : إن معنى سمعه : معنى بصره ، وقد أكذبهم الله في كتابه فقال : إنني معكما أسمع وأرى ففصل بينهما . وقال : ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين إنما معنى نعلم هاهنا : حتى نرى المجاهدين ، ألا ترى أنه قد علم المجاهدين بالعلم السابق منهم قبل أن يجاهدوا ؛ لأن الله عز وجل لا يستحدث علما ؛ لأن كل من استحدث علما بشيء فقد كان قبل علمه به جاهلا ، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، ولكنه لا يراهم مجاهدين حتى يجاهدوا .

              وأما قولهم : إن البصر بمعنى العلم فقد أكذبهم الله عز وجل حين فرق بين العلم والبصر . ألا ترى أن الله عز وجل ، قد علم أعمال العباد قبل أن يعملوها ، وقد علم أنك تصلي قبل أن تصلي وأنك تجاهد قبل أن تجاهد ، ولكنه لا يراك مصليا حتى تصلي ولا عاملا حتى تعمل ، وكذلك سائر الأعمال . [ ص: 322 ]

              ألا ترى إلى قوله عز وجل : وقل اعملوا فسيرى الله عملكم .

              وقوله : واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا .

              واصنع الفلك بأعيننا .

              ولتصنع على عيني .

              وقوله : لقد سمع الله قول الذين قالوا .

              وقوله : أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ، إنا معكم مستمعون ، وأشباه لهذا ، ونظائر في القرآن كثيرة كلها تجحدها الجهمية وتأبى قبولها .

              ثم جاءت السنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بما يوافق الكتاب .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية