الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              باب جامع من أحاديث الصفات رواها الأئمة ، والشيوخ الثقات ، الإيمان بها من تمام السنة ، وكمال الديانة ، لا ينكرها إلا جهمي خبيث .

              252 - حدثني أبو بكر عبد العزيز بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن غياث ، ثنا حنبل ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه ، قد أجمل الصفة لنفسه ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه ، ولا نتعدى ذلك .

              نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ، ولا نزيل عنه تعالى ذكره صفة من صفاته شناعة شنعت ، ولا نزيل ما وصف به نفسه من كلام ، ونزول وخلوه بعبده يوم القيامة ، ووضع كنفه عليه ، هذا كله يدل على أن الله يرى في الآخرة ، والتحديد في هذا بدعة ، والتسليم لله بأمره ، ولم يزل الله متكلما عالما ، غفورا ، عالم الغيب والشهادة ، عالم الغيوب ، فهذه صفات الله وصف بها نفسه ، لا تدفع ، ولا ترد .

              وقال : لا إله إلا هو الحي القيوم آية الكرسي ، [ ص: 327 ] لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ، هذه صفات الله وأسماؤه ، وهو على العرش بلا حد .

              وقال : ثم استوى على العرش كيف شاء ؛ المشيئة إليه والاستطاعة . و ليس كمثله شيء ، كما وصف نفسه سميع بصير بلا حد ولا تقدير .

              قلت لأبي عبد الله : والمشبهة ما يقولون ؟ قال : بصر كبصري ، ويد كيدي ، وقدم كقدمي ، فقد شبه الله بخلقه وهذا كلام سوء ، والكلام في هذا لا أحبه .

              وأسماؤه وصفاته غير مخلوقة ، نعوذ بالله من الزلل ، والارتياب ، والشك ، إنه على كل شيء قدير .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية