الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( و ) في ( عضو ذهب نفعه وبقيت صورته ) ك ( أشل من يد ورجل وأصبع وثدي وذكر ولسان أخرس ) لا ذوق له ( أو ) لسان ( طفل ) بلغ ( أن يحركه ببكاء أو لم يحركه ) حكومة ( أو ) في ( ذكر خصي وعنين وسن سوداء وثدي بلا حلمة وذكر بلا حشفة وقصبة أنف وشحمة أذن ) حكومة ( و ) في ( زائد من يد ورجل وأصبع وسن وشلل أنف وأذن وتعويجهما ) أي الأنف والأذن ( حكومة ) لأنه لم يرد فيها تقدير وإن قطع قطعة من الذكر مما دون الحشفة فكان البول يخرج على ما كان عليه وجب بقدر القطعة من جميع الذكر من الدية ، وإن خرج البول من موضع القطع وجب الأكثر من حصة القطع من الدية والحكومة وإن ثقب ذكره فيما دون الحشفة فصار البول يخرج من الثقبة ففيه حكومة قاله في الشرح ( وفي ذكر وأنثيين قطعوا معا ) أي : دفعة واحدة ديتان ، وفي عود الواو للذكر والأنثيين نظر ، ولعله سهله كونها بعض من يعقل ( أو ) قطع ( هو ) أي : الذكر ( ثم هما ) أي : الأنثيان ( ديتان ) ; لأن كلا من الذكر والأنثيين لو انفرد لوجب في قطعه الدية فكذا لو اجتمعا ( وإن قطعتا ) أي الخصيتان ( ثم قطع ) الذكر ( ففيهما ) أي : الأنثيين ( الدية ) كاملة كما لو لم يقطع الذكر ( وفيه ) أي : الذكر المقطوع بعدهما ( حكومة ) لأنه ذكر خصي ( ومن قطع أنفا أو قطع أذنين فذهب الشم ) بقطع الأنف ( أو ) ذهب ( السمع ) بقطع الأذنين ( ف ) عليه ( ديتان ) لأن الشم من غير الأنف والسمع من غير الأذنين فلا تدخل دية أحدهما في الآخر كالبصر مع الأجفان والنطق مع الشفتين ، فإن ذهب سمع إحدى الأذنين دون الأخرى فنصف الدية ، وإن نقص فقط فحكومة ( وتندرج دية نفع [ ص: 313 ] باقي الأعضاء في ديتها ) فتندرج دية البصر في العينين إذا قلعهما لهما وكذا اللسان تندرج فيه دية الكلام والذوق وسائر الأعضاء .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية