الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( ويصح استثناء النصف فأقل ) لا أكثر منه ، قال الزجاج : ولم يأت الاستثناء إلا في القليل من الكثير ، ولو قال مائة إلا تسعة وتسعين . لم يكن متكلما بالعربية ومعناه قول المغني . وتقدم موضحا في الطلاق ( فيلزمه ) أي المقر ( ألف في ) قوله ( له علي ألف إلا ألفا أو ) له علي ألف ( إلا ستمائة ) لبطلان الاستثناء ( و ) يلزمه ( خمسة في ) قوله ( ليس لك علي إلا عشرة إلا خمسة ) لأنه استثنى النصف ، والاستثناء من النفي إثبات ( بشرط ) متعلق بيصح ( أن لا يسكت ) المستثنى بين المستثنى منه والمستثنى ( ما ) أي زمنا ( يمكنه كلام فيه ) وأن لا يأتي بكلام أجنبي بينهما . لأنه إذا سكت بينهما أو فصل بكلام أجنبي .

                                                                          فقد استقر حكم ما أقر به فلم يرفع ، بخلاف ما إذا اتصل به . فإنه كلام واحد ( و ) بشرط ( أن يكون ) المستثنى ( من الجنس والنوع ) أي جنس المستثنى منه ونوعه . لأن الاستثناء إخراج بعض ما يتناول اللفظ بموضوعه وغير ذلك لا يتناوله اللفظ بموضوعه ( ف ) من قال عن آخر ( له علي هؤلاء العبيد العشرة إلا واحدا ف ) استثناؤه ( صحيح ) لوجود شرائطه ( ويلزمه تسليم تسعة ) ويرجع إليه في تسليم المستثنى . لأنه أعلم بمراده ( فإن ماتوا ) إلا واحدا ( أو قتلوا ) إلا واحدا ( أو غصبوا إلا واحدا . فقال هو المستثنى قبل ) منه ذلك ( بيمينه ) لما تقدم ، وسائر أدوات الاستثناء في ذلك كإلا ، فقول : له علي عشرة سوى درهم أو غير درهم بالنصب أو ليس درهما أو خلا أو عدا أو حاشا درهما ونحوه . فهو مقر بتسعة وإن قال غير درهم : بضم الراء ، وهو من أهل العربية كان مقرا بعشرة . لأنها تكون صفة للعشرة المقر بها ولو كانت [ ص: 631 ] استثنائية كانت منصوبة ، وإن لم يكن من أهل العربية لزمه تسعة لأن الظاهر أنه يريد الاستثناء وضمها جهل منه بالعربية

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية