الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
588 - وأنا القاضي أبو عمر الهاشمي ، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي ، نا أبو داود ، نا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن أبي النضر مولى عمر بن عبد الله التيمي ، عن نافع ، مولى أبي قتادة الأنصاري ، عن أبي قتادة ، أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين وهو غير محرم ، فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه قال : فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا ، فسألهم رمحه فأبوا ، فأخذه ثم شد على الحمار فقتله ، فأكل منه بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبى بعضهم ، فلما أدركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألوه عن ذلك ، فقال : " إنما هي طعمة أطعمكموها الله عز وجل " .

وليس يخالف أحد هذين الحديثين الآخر ، أما الأول فعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الحمار صيد من أجله ، وأهدي إليه ، وليس للمحرم ذبح حمار وحشي حي فلذلك رده .

وأما الحديث الثاني ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أصحاب أبي قتادة أن يأكلوا مما صاده وهو رفيقهم لعلمه أنه لم يصده لهم ، ولا بأمرهم فحل لهم أكله .

وقد روي عن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص في هذا .

التالي السابق


الخدمات العلمية