الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
131 - أنا التنوخي ، نا أبو طاهر : محمد بن عبد الرحمن المخلص ، وأبو بكر : أحمد بن عبد الله الدوري ، قالا : نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، قال : حدثني رجل ، عن قيس بن حفص الدارمي ، قال : حدثني مسعود بن سليم .

[ ص: 147 ] وأنا أبو علي : محمد بن الحسين الجازري ، نا القاضي أبو الفرج : المعافى بن زكريا الجريري ، نا محمد بن الحسن بن دريد ، نا أبو حاتم ، عن العتبي ، عن أبيه ، قالا : ابتنى معاوية بالأبطح مجلسا ، فجلس عليه ، ومعه ابنه قرظة ، فإذا هو بجماعة على رحال لهم ، وإذا شاب منهم قد رفع عقيرته يتغنى :


من يساجلني يساجل ماجدا أخضر الجلدة في بيت العرب



قال : من هذا ؟ قالوا : عبد الله بن جعفر ، قال : خلوا له الطريق ، فليذهب ، ثم إذا هو بجماعة فيهم غلام يتغنى :


بينما يذكرنني أبصرتني     عند قيد الميل يسعى بي الأغر
قلن تعرفن الفتى قلن نعم     قد عرفناه وهل يخفى القمر



قال : ومن هذا قالوا : عمر بن أبي ربيعة - وفي حديث التنوخي : عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة - قال : خلوا له الطريق ، فليذهب ، قال : ثم إذا هو بجماعة ، وإذا فيهم رجل - فقال الجازري : رجل منهم - يسأل ، يقال : رميت قبل أن أحلق ، وحلقت قبل أن أرمي ؟ - لأشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج ، فقال : من هذا ؟ قالوا : عبد الله بن عمر ، فالتفت إلى ابنه قرظة ، فقال : " هذا - وأبيك - الشرف ، هذا - والله - شرف الدنيا وشرف الآخرة " .

[ ص: 148 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية