الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
357 - أنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب ، أنا أحمد بن جعفر بن سلم ، أنا أحمد بن موسى الجوهري ، أنا الربيع بن سليمان ، قال : قال الشافعي : " لما كان معروفا - والله أعلم - عند عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى في اليد بخمسين ، وكانت اليد خمسة أطراف مختلفة الحال والمنافع ، نزلها منازلها ، فحكم لكل واحد من الأطراف بقدره من دية الكف ، وهذا قياس على الخبر " .

قال الشافعي : " فلما وجد كتاب آل عمرو بن حزم فيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " وفي كل أصبع مما هنالك عشر من الإبل صاروا إليه " ، قال : ولم يقبلوا كتاب آل عمرو بن حزم - والله أعلم - حتى ثبت لهم أنه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي هذا الحديث دلالتان : أحدهما : قبول الخبر ، والآخر : أن يقبل الخبر في الوقت الذي يثبت فيه ، وإن لم يمض عمل من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا ، ودلالة على أنه لو مضى [ ص: 360 ] أيضا عمل من أحد من الأئمة ، ثم وجد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خبر يخالف عمله لترك عمله لخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودلالة على أن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يثبت بنفسه لا بعمل غيره بعده " .

قال الشافعي : " ولم يقل المسلمون قد عمل فينا عمر بخلاف هذا بين المهاجرين والأنصار ، ولم تذكروا أنتم أن عندكم خلافه ولا غيركم ، بل صاروا إلى ما وجب عليهم من قبول الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترك كل عمل خالفه ، ولو بلغ عمر هذا صار إليه - إن شاء الله - كما صار إلى غيره فيما بلغه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتقواه لله ، وتأديته الواجب عليه في اتباع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلمه بأن ليس لأحد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر ، وأن طاعة الله في اتباع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " .

التالي السابق


الخدمات العلمية