( باب الغين مع الراء )
( غرب ) * فيه
إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ، أي : أنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده ، لقلة المسلمين يومئذ ، وسيعود غريبا كما كان : أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء . فطوبى للغرباء : أي الجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا في أول الإسلام ويكونون في آخره ، وإنما خصهم بها لصبرهم على أذى الكفار أولا وآخرا ، ولزومهم دين الإسلام .
* ومنه الحديث
اغتربوا لا تضووا الاغتراب : افتعال من الغربة ، وأراد تزوجوا إلى الغرائب من النساء غير الأقارب ، فإنه أنجب للأولاد .
( س ) ومنه حديث
المغيرة "
ولا غريبة نجيبة " أي أنها مع كونها غريبة فإنها غير نجيبة الأولاد .
[ ص: 349 ] [ هـ ] ومنه الحديث "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001896إن فيكم مغربين ، قيل : وما المغربون ؟ قال : الذين تشرك فيهم الجن " سموا مغربين لأنه دخل فيهم عرق غريب ، أو جاءوا من نسب بعيد .
وقيل : أراد بمشاركة الجن فيهم أمرهم إياهم بالزنا ، وتحسينه لهم فجاء أولادهم من غير رشدة .
* ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وشاركهم في الأموال والأولاد .
[ هـ ] ومنه حديث
الحجاج " لأضربنكم ضرب غريبة الإبل " هذا مثل ضربه لنفسه مع رعيته يهددهم ، وذلك أن الإبل إذا وردت الماء فدخل فيها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتى تخرج منها .
* وفيه
أنه أمر بتغريب الزاني سنة التغريب : النفي عن البلد الذي وقعت فيه الجناية . يقال : أغربته وغربته إذا نحيته وأبعدته . والغرب : البعد .
( س ) ومنه الحديث
أن رجلا قال له : إن امرأتي لا ترد يد لامس ، فقال : أغربها أي : أبعدها ، يريد الطلاق .
( هـ ) ومنه حديث
عمر "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001898قدم عليه رجل فقال له : هل من مغربة خبر ؟ " أي هل من خبر جديد جاء من بلد بعيد . يقال : هل من مغربة خبر ؟ بكسر الراء وفتحها مع الإضافة فيهما ، وهو من الغرب : البعد : وشأو مغرب ومغرب : أي بعيد .
* ومنه الحديث "
طارت به عنقاء مغرب " أي ذهبت به الداهية . والمغرب : المبعد في البلاد . وقد تقدم في العين .
[ هـ ] وفي حديث الرؤيا "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001899فأخذ عمر الدلو فاستحالت في يده غربا " الغرب بسكون الراء : الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور ، فإذا فتحت الراء فهو الماء السائل بين البئر والحوض .
وهذا تمثيل ، ومعناه أن
عمر لما أخذ الدلو ليستقي عظمت في يده ; لأن الفتوح كانت في زمنه أكثر منها في زمن
أبي بكر . ومعنى استحالت : انقلبت عن الصغر إلى الكبر .
* ومنه حديث الزكاة
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001900وما سقي بالغرب ففيه نصف العشر .
[ ص: 350 ] * وفي الحديث الآخر "
لو أن غربا من جهنم جعل في الأرض لآذى نتن ريحه وشدة حره ما بين المشرق والمغرب " .
( هـ ) وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس " ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق فقال : كان والله برا تقيا يصادى غربه " وفي رواية " يصادى منه غرب " الغرب : الحدة ، ومنه غرب السيف . أي كانت تدارى حدته وتتقى .
( هـ ) ومنه حديث
عمر "
فسكن من غربه " .
( هـ ) ومنه حديث
عائشة " قالت عن
زينب : كل خلالها محمود ما خلا سورة من غرب كانت فيها " .
[ هـ ] وحديث
الحسن "
سئل عن القبلة للصائم فقال : إني أخاف عليك غرب الشباب " أي حدته .
[ هـ ] وفي حديث
الزبير "
فما زال يفتل في الذروة والغارب حتى أجابته عائشة إلى الخروج " الغارب : مقدم السنام ، والذروة : أعلاه ، أراد أنه ما زال يخادعها ويتلطفها حتى أجابته .
والأصل فيه أن الرجل إذا أراد أن يؤنس البعير الصعب ليزمه وينقاد له جعل يمر يده عليه ويسمح غاربه ويفتل وبره حتى يستأنس ويضع فيه الزمام .
* ومنه حديث
عائشة " قالت
nindex.php?page=showalam&ids=17354ليزيد بن الأصم : رمي برسنك على غاربك " أي : خلي سبيلك فليس لك أحد يمنعك عما تريد ، تشبيها بالبعير يوضع زمامه على ظهره ويطلق يسرح أين أراد في المرعى .
* ومنه الحديث في كنايات الطلاق "
حبلك على غاربك " أي : أنت مرسلة مطلقة غير مشدودة ولا ممسكة بعقد النكاح .
[ هـ ] وفيه "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001905أن رجلا كان واقفا معه في غزاة فأصابه سهم غرب " أي : لا يعرف راميه .
[ ص: 351 ] يقال : سهم غرب بفتح الراء وسكونها ، وبالإضافة ، وغير الإضافة .
وقيل : هو بالسكون إذا أتاه من حيث لا يدري ، وهو بالفتح إذا رماه فأصاب غيره . والهروي لم يثبت عن
الأزهري إلا الفتح . وقد تكرر في الحديث .
( هـ ) وفي حديث
الحسن " ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فقال :
كان مثجا يسيل غربا " الغرب : أحد الغروب ، وهي الدموع حين تجري . يقال : بعينه غرب إذا سال دمعها ولم ينقطع ، فشبه به غزارة علمه وأنه لا ينقطع مدده وجريه .
( س ) وفي حديث
النابغة "
ترف غروبه " هي جمع غرب ، وهو ماء الفم وحدة الأسنان .
[ هـ ] وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس "
حين اختصم إليه في مسيل المطر فقال : المطر غرب ، والسيل شرق " ، أراد أن أكثر السحاب ينشأ من غرب القبلة ، والعين هناك : تقول العرب : مطرنا بالعين ، إذا كان السحاب ناشئا من قبلة
العراق .
وقوله : " والسيل شرق " يريد أنه ينحط من ناحية المشرق ، لأن ناحية المشرق عالية وناحية المغرب منحطة .
قال ذلك
القتيبي . ولعله شيء يختص بتلك الأرض التي كان الخصام فيها .
* وفيه "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001908لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق " قيل : أراد بهم أهل
الشام ، لأنهم غرب
الحجاز .
وقيل : أراد بالغرب الحدة والشوكة . يريد أهل الجهاد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني : الغرب هاهنا الدلو ، وأراد بهم العرب ; لأنهم أصحابها وهم يستقون بها .
* وفيه
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001909 " ألا وإن مثل آجالكم في آجال الأمم قبلكم كما بين صلاة العصر إلى مغيربان الشمس " أي : إلى وقت مغيبها . يقال : غربت الشمس تغرب غروبا ومغيربانا ، وهو مصغر على غير مكبره ، كأنهم صغروا مغربانا ، والمغرب في الأصل : موضع الغروب ، ثم استعمل في المصدر والزمان ، وقياسه الفتح ولكن استعمل بالكسر ، كالمشرق والمسجد .
[ ص: 352 ] ( س ) ومنه حديث
أبي سعيد "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001910خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مغيربان الشمس " .
( س ) وفيه "
أنه ضحك حتى استغرب " أي : بالغ فيه . يقال : أغرب في ضحكه واستغرب ، وكأنه من الغرب : البعد . وقيل : هو القهقهة .
* ومنه حديث
الحسن "
إذا استغرب الرجل ضحكا في الصلاة أعاد الصلاة " وهو مذهب
أبي حنيفة ، ويزيد عليه إعادة الوضوء .
( س ) وفي دعاء
ابن هبيرة "
أعوذ بك من كل شيطان مستغرب ، وكل نبطي مستعرب " قال
الحربي : أظنه الذي جاوز القدر في الخبث ، كأنه من الاستغراب في الضحك . ويجوز أن يكون بمعنى المتناهي في الحدة ، من الغرب : الحدة .
( س ) وفيه " أنه غير اسم غراب " لما فيه من البعد ، ولأنه من خبث الطيور .
( س ) وفي حديث
عائشة " لما نزل " nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31وليضربن بخمرهن على جيوبهن " فأصبحن على رءوسهن الغربان " شبهت الخمر في سوادها بالغربان ، جمع غراب ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت : *
كغربان الكروم الدوالح
( بَابُ الْغَيْنِ مَعَ الرَّاءِ )
( غَرَبَ ) * فِيهِ
إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ، أَيْ : أَنَّهُ كَانَ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ كَالْغَرِيبِ الْوَحِيدِ الَّذِي لَا أَهْلَ لَهُ عِنْدَهُ ، لِقِلَّةِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا كَانَ : أَيْ يَقِلُّ الْمُسْلِمُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَيَصِيرُونَ كَالْغُرَبَاءِ . فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ : أَيِ الْجَنَّةُ لِأُولَئِكَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ كَانُوا فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ وَيَكُونُونَ فِي آخِرِهِ ، وَإِنَّمَا خَصَّهُمْ بِهَا لِصَبْرِهِمْ عَلَى أَذَى الْكُفَّارِ أَوَّلًا وَآخِرًا ، وَلُزُومِهِمْ دِينَ الْإِسْلَامِ .
* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
اغْتَرِبُوا لَا تُضْوُوا الِاغْتِرَابُ : افْتِعَالٌ مِنَ الْغُرْبَةِ ، وَأَرَادَ تَزَوَّجُوا إِلَى الْغَرَائِبِ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرِ الْأَقَارِبِ ، فَإِنَّهُ أَنْجَبُ لِلْأَوْلَادِ .
( س ) وَمِنْهُ حَدِيثُ
الْمُغِيرَةِ "
وَلَا غَرِيبَةٌ نَجِيبَةٌ " أَيْ أَنَّهَا مَعَ كَوْنِهَا غَرِيبَةً فَإِنَّهَا غَيْرُ نَجِيبَةِ الْأَوْلَادِ .
[ ص: 349 ] [ هـ ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001896إِنَّ فِيكُمْ مُغَرِّبِينَ ، قِيلَ : وَمَا الْمُغَرِّبُونَ ؟ قَالَ : الَّذِينَ تَشْرَكُ فِيهِمُ الْجِنُّ " سُمُّوا مُغَرِّبِينَ لِأَنَّهُ دَخَلَ فِيهِمْ عِرْقٌ غَرِيبٌ ، أَوْ جَاءُوا مِنْ نَسَبٍ بَعِيدٍ .
وَقِيلَ : أَرَادَ بِمُشَارَكَةِ الْجِنِّ فِيهِمْ أَمْرَهُمْ إِيَّاهُمْ بِالزِّنَا ، وَتَحْسِينَهُ لَهُمْ فَجَاءَ أَوْلَادُهُمْ مِنْ غَيْرِ رِشْدَةٍ .
* وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ .
[ هـ ] وَمِنْهُ حَدِيثُ
الْحَجَّاجِ " لِأَضْرِبَنَّكُمْ ضَرْبَ غَرِيبَةِ الْإِبِلِ " هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ لِنَفْسِهِ مَعَ رَعِيَّتِهِ يُهَدِّدُهُمْ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْإِبِلَ إِذَا وَرَدَتِ الْمَاءَ فَدَخَلَ فِيهَا غَرِيبَةٌ مِنْ غَيْرِهَا ضُرِبَتْ وَطُرِدَتْ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهَا .
* وَفِيهِ
أَنَّهُ أَمَرَ بِتَغْرِيبِ الزَّانِي سَنَةً التَّغْرِيبُ : النَّفْيُ عَنِ الْبَلَدِ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ الْجِنَايَةُ . يُقَالُ : أَغْرَبْتُهُ وَغَرَّبْتُهُ إِذَا نَحَّيْتَهُ وَأَبْعَدْتَهُ . وَالْغَرْبُ : الْبُعْدُ .
( س ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ : إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ ، فَقَالَ : أَغْرِبْهَا أَيْ : أَبْعِدْهَا ، يُرِيدُ الطَّلَاقَ .
( هـ ) وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001898قَدِمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ : هَلْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ ؟ " أَيْ هَلْ مِنْ خَبَرٍ جَدِيدٍ جَاءَ مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ . يُقَالُ : هَلْ مِنْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ ؟ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا مَعَ الْإِضَافَةِ فِيهِمَا ، وَهُوَ مِنَ الْغَرْبِ : الْبُعْدُ : وَشَأْوٌ مُغَرِّبٌ وَمُغَرَّبٌ : أَيْ بَعِيدٌ .
* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ "
طَارَتْ بِهِ عَنْقَاءُ مُغْرِبُ " أَيْ ذَهَبَتْ بِهِ الدَّاهِيَةُ . وَالْمُغْرِبُ : الْمُبْعِدُ فِي الْبِلَادِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْعَيْنِ .
[ هـ ] وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001899فَأَخَذَ عُمَرُ الدَّلْوَ فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا " الْغَرْبُ بِسُكُونِ الرَّاءِ : الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي تُتَّخَذُ مِنْ جِلْدِ ثَوْرٍ ، فَإِذَا فُتِحَتِ الرَّاءُ فَهُوَ الْمَاءُ السَّائِلُ بَيْنَ الْبِئْرِ وَالْحَوْضِ .
وَهَذَا تَمْثِيلٌ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ
عُمَرَ لَمَّا أَخَذَ الدَّلْوَ لِيَسْتَقِيَ عَظُمَتْ فِي يَدِهِ ; لِأَنَّ الْفُتُوحَ كَانَتْ فِي زَمَنِهِ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي زَمَنِ
أَبِي بَكْرٍ . وَمَعْنَى اسْتَحَالَتْ : انْقَلَبَتْ عَنِ الصِّغَرِ إِلَى الْكِبَرِ .
* وَمِنْهُ حَدِيثُ الزَّكَاةِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001900وَمَا سُقِيَ بِالْغَرْبِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ .
[ ص: 350 ] * وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ "
لَوْ أَنَّ غَرْبًا مِنْ جَهَنَّمَ جُعِلَ فِي الْأَرْضِ لَآذَى نَتْنُ رِيحِهِ وَشِدَّةُ حَرِّهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " .
( هـ ) وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ " ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقَ فَقَالَ : كَانَ وَاللَّهِ بَرًّا تَقِيًّا يُصَادَى غَرْبُهُ " وَفِي رِوَايَةٍ " يُصَادَى مِنْهُ غَرْبٌ " الْغَرْبُ : الْحِدَّةُ ، وَمِنْهُ غَرْبُ السَّيْفِ . أَيْ كَانَتْ تُدَارَى حِدَّتُهُ وَتُتَّقَى .
( هـ ) وَمِنْهُ حَدِيثُ
عُمَرَ "
فَسَكَنَ مِنْ غَرْبِهِ " .
( هـ ) وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَائِشَةَ " قَالَتْ عَنْ
زَيْنَبَ : كُلُّ خِلَالِهَا مَحْمُودٌ مَا خَلَا سَوْرَةً مِنْ غَرْبٍ كَانَتْ فِيهَا " .
[ هـ ] وَحَدِيثُ
الْحَسَنِ "
سُئِلَ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ غَرْبَ الشَّبَابِ " أَيْ حِدَّتَهُ .
[ هـ ] وَفِي حَدِيثِ
الزُّبَيْرِ "
فَمَا زَالَ يَفْتِلُ فِي الذِّرْوَةِ وَالْغَارِبِ حَتَّى أَجَابَتْهُ عَائِشَةُ إِلَى الْخُرُوجِ " الْغَارِبُ : مُقَدَّمُ السَّنَامِ ، وَالذِّرْوَةُ : أَعْلَاهُ ، أَرَادَ أَنَّهُ مَا زَالَ يُخَادِعُهَا وَيَتَلَطَّفُهَا حَتَّى أَجَابَتْهُ .
وَالْأَصْلُ فِيهِ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُؤَنِّسَ الْبَعِيرَ الصَّعْبَ لِيَزُمَّهُ وَيَنْقَادَ لَهُ جَعَلَ يُمِرُّ يَدَهُ عَلَيْهِ وَيَسْمَحُ غَارِبَهُ وَيَفْتِلُ وَبَرَّهُ حَتَّى يَسْتَأْنِسَ وَيَضَعَ فِيهِ الزِّمَامَ .
* وَمِنْهُ حَدِيثُ
عَائِشَةَ " قَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=17354لِيَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ : رُمِيَ بِرَسَنِكَ عَلَى غَارِبِكَ " أَيْ : خُلِّيَ سَبِيلُكَ فَلَيْسَ لَكَ أَحَدٌ يَمْنَعُكَ عَمَّا تُرِيدُ ، تَشْبِيهًا بِالْبَعِيرِ يُوضَعُ زِمَامُهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَيُطْلَقُ يَسْرَحُ أَيْنَ أَرَادَ فِي الْمَرْعَى .
* وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي كِنَايَاتِ الطَّلَاقِ "
حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ " أَيْ : أَنْتِ مُرْسَلَةٌ مُطْلَقَةٌ غَيْرُ مَشْدُودَةٍ وَلَا مُمْسَكَةٍ بِعَقْدِ النِّكَاحِ .
[ هـ ] وَفِيهِ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001905أَنَّ رَجُلًا كَانَ وَاقِفًا مَعَهُ فِي غَزَاةٍ فَأَصَابَهُ سَهْمُ غَرْبٍ " أَيْ : لَا يُعْرَفُ رَامِيهِ .
[ ص: 351 ] يُقَالُ : سَهْمُ غَرْبٍ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِهَا ، وَبِالْإِضَافَةِ ، وَغَيْرِ الْإِضَافَةِ .
وَقِيلَ : هُوَ بِالسُّكُونِ إِذَا أَتَاهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِي ، وَهُوَ بِالْفَتْحِ إِذَا رَمَاهُ فَأَصَابَ غَيْرَهُ . وَالْهَرَوِيُّ لَمْ يُثْبِتْ عَنِ
الْأَزْهَرِيِّ إِلَّا الْفَتْحَ . وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ .
( هـ ) وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ " ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ :
كَانَ مِثَجًّا يَسِيلُ غَرْبًا " الْغَرْبُ : أَحَدُ الْغُرُوبِ ، وَهِيَ الدُّمُوعُ حِينَ تَجْرِي . يُقَالُ : بِعَيْنِهِ غَرْبٌ إِذَا سَالَ دَمْعُهَا وَلَمْ يَنْقَطِعْ ، فَشَبَّهَ بِهِ غَزَارَةَ عِلْمِهِ وَأَنَّهُ لَا يَنْقَطِعُ مَدَدُهُ وَجَرْيُهُ .
( س ) وَفِي حَدِيثِ
النَّابِغَةِ "
تَرِفُّ غُرُوبُهُ " هِيَ جَمْعُ غَرْبٍ ، وَهُوَ مَاءُ الْفَمِ وَحِدَّةُ الْأَسْنَانِ .
[ هـ ] وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ "
حِينَ اخْتُصِمَ إِلَيْهِ فِي مَسِيلِ الْمَطَرِ فَقَالَ : الْمَطَرُ غَرْبٌ ، وَالسَّيْلُ شَرْقٌ " ، أَرَادَ أَنَّ أَكْثَرَ السَّحَابِ يَنْشَأُ مِنْ غَرْبِ الْقِبْلَةِ ، وَالْعَيْنُ هُنَاكَ : تَقُولُ الْعَرَبُ : مُطِرْنَا بِالْعَيْنِ ، إِذَا كَانَ السَّحَابُ نَاشِئًا مِنْ قِبْلَةِ
الْعِرَاقِ .
وَقَوْلُهُ : " وَالسَّيْلُ شَرْقٌ " يُرِيدُ أَنَّهُ يَنْحَطُّ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ ، لِأَنَّ نَاحِيَةَ الْمَشْرِقِ عَالِيَةٌ وَنَاحِيَةَ الْمَغْرِبِ مُنْحَطَّةٌ .
قَالَ ذَلِكَ
الْقُتَيْبِيُّ . وَلَعَلَّهُ شَيْءٌ يَخْتَصُّ بِتِلْكَ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ الْخِصَامُ فِيهَا .
* وَفِيهِ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001908لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ " قِيلَ : أَرَادَ بِهِمْ أَهْلَ
الشَّامِ ، لِأَنَّهُمْ غَرْبَ
الْحِجَازِ .
وَقِيلَ : أَرَادَ بِالْغَرْبِ الْحِدَّةَ وَالشَّوْكَةَ . يُرِيدُ أَهْلَ الْجِهَادِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16604ابْنُ الْمَدِينِيِّ : الْغَرْبُ هَاهُنَا الدَّلْوُ ، وَأَرَادَ بِهِمُ الْعَرَبَ ; لِأَنَّهُمْ أَصْحَابُهَا وَهُمْ يَسْتَقُونَ بِهَا .
* وَفِيهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001909 " أَلَا وَإِنَّ مَثَلَ آجَالِكُمْ فِي آجَالِ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ " أَيْ : إِلَى وَقْتِ مَغِيبِهَا . يُقَالُ : غَرَبَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ غُرُوبًا وَمُغَيْرِبَانًا ، وَهُوَ مُصَغَّرٌ عَلَى غَيْرِ مُكَبَّرِهِ ، كَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا مَغْرِبَانًا ، وَالْمَغْرِبُ فِي الْأَصْلِ : مَوْضِعُ الْغُرُوبِ ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي الْمَصْدَرِ وَالزَّمَانِ ، وَقِيَاسُهُ الْفَتْحُ وَلَكِنِ اسْتُعْمِلَ بِالْكَسْرِ ، كَالْمَشْرِقِ وَالْمَسْجِدِ .
[ ص: 352 ] ( س ) وَمِنْهُ حَدِيثُ
أَبِي سَعِيدٍ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1001910خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ " .
( س ) وَفِيهِ "
أَنَّهُ ضَحِكَ حَتَّى اسْتَغْرَبَ " أَيْ : بَالَغَ فِيهِ . يُقَالُ : أَغْرَبَ فِي ضَحِكِهِ وَاسْتَغْرَبَ ، وَكَأَنَّهُ مِنَ الْغَرْبِ : الْبُعْدُ . وَقِيلَ : هُوَ الْقَهْقَهَةُ .
* وَمِنْهُ حَدِيثُ
الْحَسَنِ "
إِذَا اسْتَغْرَبَ الرَّجُلُ ضَحِكًا فِي الصَّلَاةِ أَعَادَ الصَّلَاةَ " وَهُوَ مَذْهَبُ
أَبِي حَنِيفَةَ ، وَيَزِيدُ عَلَيْهِ إِعَادَةَ الْوُضُوءِ .
( س ) وَفِي دُعَاءِ
ابْنِ هُبَيْرَةَ "
أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مُسْتَغْرِبٍ ، وَكُلِّ نَبَطِيٍّ مُسْتَعْرِبٍ " قَالَ
الْحَرْبِيُّ : أَظُنُّهُ الَّذِي جَاوَزَ الْقَدْرَ فِي الْخُبْثِ ، كَأَنَّهُ مِنَ الِاسْتِغْرَابِ فِي الضَّحِكِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْمُتَنَاهِي فِي الْحِدَّةِ ، مِنَ الْغَرْبِ : الْحِدَّةُ .
( س ) وَفِيهِ " أَنَّهُ غَيَّرَ اسْمَ غُرَابٍ " لِمَا فِيهِ مِنَ الْبُعْدِ ، وَلِأَنَّهُ مِنْ خُبْثِ الطُّيُورِ .
( س ) وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ " لَمَّا نَزَلَ " nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ " فَأَصْبَحْنَ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانُ " شَبَّهَتِ الْخُمُرَ فِي سَوَادِهَا بِالْغِرْبَانِ ، جَمْعُ غُرَابٍ ، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15102الْكُمَيْتُ : *
كَغِرْبَانِ الْكُرُومِ الدَّوَالِحِ