الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عبر ) * فيه : " الرؤيا لأول عابر " . يقال : عبرت الرؤيا أعبرها عبرا ، وعبرتها تعبيرا إذا أولتها وفسرتها وخبرت بآخر ما يؤول إليه أمرها ، يقال : هو عابر الرؤيا ، وعابر للرؤيا ، وهذه اللام تسمى لام التعقيب ; لأنها عقبت الإضافة ، والعابر : الناظر في الشيء . والمعتبر : المستدل بالشيء على الشيء .

                                                          * ومنه الحديث : " للرؤيا كنى وأسماء فكنوها بكناها واعتبروها بأسمائها " .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث ابن سيرين : " كان يقول : إني أعتبر الحديث " المعنى فيه أنه يعبر الرؤيا على الحديث ، ويعتبر به كما يعتبرها بالقرآن في تأويلها ، مثل أن يعبر الغراب بالرجل الفاسق ، [ ص: 171 ] والضلع بالمرأة ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمى الغراب فاسقا ، وجعل المرأة كالضلع ، ونحو ذلك من الكنى والأسماء .

                                                          * وفي حديث أبي ذر : " فما كانت صحف موسى ؟ قال : كانت عبرا كلها " . العبر : جمع عبرة ، وهي كالموعظة مما يتعظ به الإنسان ويعمل به ويعتبر ، ليستدل به على غيره .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أم زرع : " وعبر جارتها " . أي : أن ضرتها ترى من عفتها ما تعتبر به . وقيل : إنها ترى من جمالها ما يعبر عينها . أي : يبكيها . ومنه العين العبرى . أي : الباكية . يقال عبر بالكسر واستعبر .

                                                          * ومنه حديث أبي بكر - رضي الله عنه - : " أنه ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم استعبر فبكى " . هو استفعل ، من العبرة ، وهي تحلب الدمع .

                                                          ( هـ ) وفيه : " أتعجز إحداكن أن تتخذ تومتين تلطخهما بعبير أو زعفران " . العبير : نوع من الطيب ذو لون يجمع من أخلاط . وقد تكرر في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية