الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صفح ) ( هـ ) في حديث الصلاة : التسبيح للرجال ، والتصفيح للنساء . التصفيح [ ص: 34 ] والتصفيق واحد . وهو من ضرب صفحة الكف على صفحة الكف الآخر ، يعني : إذا سها الإمام نبهه المأموم ، إن كان رجلا قال سبحان الله ، وإن كان امرأة ضربت كفها على كفها عوض الكلام .

                                                          ( س ) ومنه حديث : " المصافحة عند اللقاء " . وهي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف ، وإقبال الوجه على الوجه .

                                                          ومنه الحديث : " قلب المؤمن مصفح على الحق " . أي : ممال عليه ، كأنه قد جعل صفحه . أي : جانبه عليه .

                                                          ومنه حديث حذيفة والخدري : " القلوب أربعة : منها قلب مصفح اجتمع فيه النفاق والإيمان " . المصفح : الذي له وجهان يلقى أهل الكفر بوجه وأهل الإيمان بوجه . وصفح كل شيء : وجهه وناحيته .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : " غير مقنع رأسه ولا صافح بخده " . أي : غير مبرز صفحة خده ، ولا مائل في أحد الشقين .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عاصم بن ثابت في شعره :

                                                          تزل عن صفحتي المعابل

                                                          أي : أحد جانبي وجهه .

                                                          ومنه حديث الاستنحاء : حجرين للصفحتين وحجرا للمسربة . أي : جانبي المخرج .

                                                          ( هـ ) وفي حديث سعد بن عبادة : " لو وجدت معها رجلا لضربته بالسيف غير مصفح " . يقال أصفحه بالسيف إذا ضربه بعرضه دون حده ، فهو مصفح . والسيف مصفح . ويرويان معا .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث : " قال رجل من الخوارج : لنضربنكم بالسيوف غير مصفحات " .

                                                          ( س ) وفي حديث ابن الحنفية : " أنه ذكر رجلا مصفح الرأس " . أي : عريضه .

                                                          ( س ) وفي حديث عائشة رضي الله عنها ، تصف أباها : " صفوح عن الجاهلين " . أي : كثير الصفح والعفو والتجاوز عنهم . وأصله من الإعراض بصفحة الوجه ، كأنه أعرض بوجهه عن ذنبه . والصفوح من أبنية المبالغة .

                                                          [ ص: 35 ] ( هـ ) ومنه : " الصفوح في صفة الله تعالى " . وهو العفو عن ذنوب العباد ، المعرض عن عقوبتهم تكرما .

                                                          ( هـ ) وفيه : " ملائكة الصفيح الأعلى " . الصفيح من أسماء السماء .

                                                          ومنه حديث علي وعمارة : " الصفيح الأعلى من ملكوته " .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أم سلمة - رضي الله عنها - : أهديت لي فدرة من لحم ، فقلت للخادم ارفعيها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا هي قد صارت فدرة حجر ، فقصت القصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : لعله قام على بابكم سائل فأصفحتموه . أي : خيبتموه . يقال صفحته إذا أعطيته ، وأصفحته إذا حرمته .

                                                          وفيه ذكر : " الصفاح " هو - بكسر الصاد وتخفيف الفاء - : موضع بين حنين وأنصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية