الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صعد ) ( هـ ) فيه : إياكم والقعود بالصعدات . هي الطرق ، وهي جمع صعد ، وصعد جمع صعيد ، كطريق وطرق وطرقات . وقيل : هي جمع صعدة ، كظلمة ، وهي فناء باب الدار وممر الناس بين يديه .

                                                          * ومنه الحديث : ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله .

                                                          ( هـ ) وفيه : " أنه خرج على صعدة ، يتبعها حذاقي ، عليها قوصف ، لم يبق منها [ ص: 30 ] إلا قرقرها " . الصعدة : الأتان الطويلة الظهر . والحذاقي : الجحش . والقوصف : القطيفة . وقرقرها : ظهرها .

                                                          وفي شعر حسان - رضي الله عنه - :

                                                          يبارين الأعنة مصعدات

                                                          أي : مقبلات متوجهات نحوكم . يقال صعد إلى فوق صعودا إذا طلع . وأصعد في الأرض إذا مضى وسار .

                                                          وفيه : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا " . أي : فما زاد عليها ، كقولهم : اشتريته بدرهم فصاعدا ، وهو منصوب على الحال ، تقديره : فزاد الثمن صاعدا .

                                                          ومنه الحديث في رجز :

                                                          فهو ينمى صعدا

                                                          أي : يزيد صعودا وارتفاعا . يقال صعد إليه وفيه وعليه .

                                                          ومنه الحديث : " فصعد في النظر وصوبه " . أي : نظر إلى أعلاي وأسفلي يتأملني .

                                                          وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - : " كأنما ينحط في صعد " . هكذا جاء في رواية . يعني : موضعا عاليا يصعد فيه وينحط . والمشهور : " كأنما ينحط في صبب " . والصعد - بضمتين - : جمع صعود ، وهو خلاف الهبوط ، وهو بفتحتين خلاف الصبب .

                                                          ( هـ س ) وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : " ما تصعدني شيء ما تصعدتني خطبة النكاح " . يقال : تصعده الأمر إذا شق عليه وصعب ، وهو من الصعود : العقبة . قيل : إنما تصعب عليه لقرب الوجوه من الوجوه ونظر بعضهم إلى بعض ، ولأنهم إذا كان جالسا معهم كانوا نظراء وأكفاء . وإذا كان على المنبر كانوا سوقة ورعية .

                                                          وفي حديث الأحنف : إن على كل رئيس حقا أن يخضب الصعدة أو تندقا الصعدة : القناة التي تنبت مستقيمة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية