الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فرخ ) ( س ) فيه " أنه نهى عن بيع الفروخ بالمكيل من الطعام " الفروخ من السنبل : ما استبان عاقبته وانعقد حبه .

                                                          وقيل : أفرخ الزرع إذا تهيأ للانشقاق ، وهو مثل نهيه عن المخاضرة والمحاقلة .

                                                          ( س ) وفي حديث علي " أتاه قوم فاستأمروه في قتل عثمان فنهاهم ، وقال : إن تفعلوا فبيضا فلتفرخنه " أراد إن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولد منها شر كثير ، كما قال بعضهم :

                                                          أرى فتنة هاجت وباضت وفرخت ولو تركت طارت إليها فراخها

                                                          ونصب " بيضا " بفعل مضمر دل الفعل المذكور عليه ، تقديره : فلتفرخن بيضا فلتفرخنه كما تقول : زيدا ضربت ، أي ضربت زيدا ضربت ، فحذف الأول ، وإلا فلا وجه لصحته بدون هذا التقدير ; لأن الفاء الثانية لابد لها من معطوف عليه ، ولا تكون لجواب الشرط لكون الأولى لذلك . [ ص: 425 ] ويقال : أفرخت البيضة إذا خلت من الفرخ ، وأفرختها أمها .

                                                          * ومنه حديث عمر " يا أهل الشام تجهزوا لأهل العراق ، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ " أي اتخذهم مقرا ومسكنا لا يفارقهم ، كما يلازم الطائر موضع بيضه وأفراخه .

                                                          ( هـ ) وفي حديث معاوية " كتب إلى ابن زياد : أفرخ روعك قد وليناك الكوفة " وكان يخاف أن يوليها غيره .

                                                          وأصل الإفراخ : الانكشاف . وأفرخ فؤاد الرجل إذا خرج روعه وانكشف عنه الفزع ، كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها ، وهو مثل قديم للعرب . يقولون : أفرخ روعك ، وليفرخ روعك : أي ليذهب فزعك وخوفك ، فإن الأمر ليس على ما تحاذر .

                                                          وفي حديث أبي هريرة " يا بني فروخ " قال الليث : بلغنا أن فروخ كان من ولد إبراهيم - عليه السلام - بعد إسحاق وإسماعيل ، فكثر نسله ونما عدده فولد العجم الذين في وسط البلاد ، هكذا حكاه الأزهري عنه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية