الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صرد ) ( س ) فيه : ذاكر الله تعالى في الغافلين مثل الشجرة الخضراء وسط الشجر الذي تحات ورقه من الصريد . الصريد : البرد ، ويروى من الجليد .

                                                          ومنه الحديث : " سئل ابن عمر عما يموت في البحر صردا ، فقال : لا بأس به " . يعني السمك الذي يموت فيه من البرد .

                                                          ( س ) ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : " سأله رجل فقال : إني رجل مصراد " . هو الذي يشتد عليه البرد ولا يطيقه ويقل له احتماله . والمصراد أيضا القوي على البرد ، فهو من الأضداد .

                                                          ( س ) وفيه : " لن يدخل الجنة إلا تصريدا " . أي : قليلا . وأصل التصريد : السقي دون الري . وصرد له العطاء قلله .

                                                          ومنه شعر عمر - رضي الله عنه - ، يرثي عروة بن مسعود :

                                                          يسقون فيها شرابا غير تصريد

                                                          ( س ) وفيه : أنه نهى المحرم عن قتل الصرد . هو طائر ضخم الرأس والمنقار ، له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - : " أنه نهى عن قتل أربع من الدواب : النملة ، والنحلة ، والهدهد ، والصرد " . قال الخطابي : إنما جاء في قتل النمل عن نوع منه خاص ، وهو الكبار ذوات الأرجل الطوال ; لأنها قليلة الأذى والضرر . وأما النحلة فلما فيها من المنفعة وهو العسل والشمع . وأما الهدهد والصرد فلتحريم لحمهما ; لأن الحيوان إذا نهي عن قتله ولم يكن [ ص: 22 ] ذلك لاحترامه أو لضرر فيه كان لتحريم لحمه . ألا ترى أنه نهي عن قتل الحيوان لغير مأكلة . ويقال : إن الهدهد منتن الريح فصار في معنى الجلالة ، والصرد تتشاءم به العرب وتتطير بصوته وشخصه . وقيل : إنما كرهوه من اسمه ; من التصريد وهو التقليل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية