الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عجز ) ( س ) فيه : " لا تدبروا أعجاز أمور قد ولت صدورها " . الأعجاز جمع عجز وهو مؤخر الشيء يريد بها أواخر الأمور ، وصدورها أوائلها ، يحرض على تدبر عواقب الأمور قبل الدخول فيها ، ولا تتبع عند توليها وفواتها .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث علي : " لنا حق إن نعطه نأخذه ، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السرى " . الركوب على أعجاز الإبل شاق . أي : إن منعنا حقنا ركبنا مركب المشقة صابرين عليها وإن طال الأمد .

                                                          وقيل : ضرب أعجاز الإبل مثلا لتأخره عن حقه الذي كان يراه له وتقدم غيره عليه ، وأنه يصبر على ذلك وإن طال أمده . أي : إن قدمنا للإمامة تقدمنا ، وإن أخرنا صبرنا على الأثرة وإن طالت الأيام .

                                                          وقيل : يجوز أن يريد : وإن نمنعه نبذل الجهد في طلبه ، فعل من يضرب في ابتغاء طلبته [ ص: 186 ] أكباد الإبل ولا يبالي باحتمال طول السرى . والأولان الوجه لأنه سلم وصبر على التأخر ولم يقاتل . وإنما قاتل بعد انعقاد الإمامة له .

                                                          ( س ) وفي حديث البراء : " أنه رفع عجيزته في السجود " . العجيزة : العجز ، وهي للمرأة خاصة فاستعارها للرجل .

                                                          ( س ) وفيه : " إياكم والعجز العقر " . العجز : جمع عجوز ، وعجوزة وهي المرأة المسنة ، وتجمع على عجائز . والعقر : جمع عاقر ، وهي التي لا تلد .

                                                          ( س ) وفي حديث عمر : " ولا تلثوا بدار معجزة " . أي : لا تقيموا في موضع تعجزون فيه عن الكسب . وقيل : بالثغر مع العيال . والمعجزة - بفتح الجيم وكسرها - مفعلة ، من العجز : عدم القدرة .

                                                          * ومنه الحديث : " كل شيء بقدر حتى العجز والكيس " . وقيل : أراد بالعجز ترك ما يجب فعله بالتسويف ، وهو عام في أمور الدنيا والدين .

                                                          * وفي حديث الجنة : " مالي لا يدخلني إلا سقط الناس وعجزهم " . جمع عاجز ، كخادم وخدم . يريد الأغبياء العاجزين في أمور الدنيا .

                                                          ( س ) وفيه : " أنه قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - صاحب كسرى فوهب له معجزة ، فسمي ذا المعجزة " . هي بكسر الميم : المنطقة بلغة اليمن ، سميت بذلك لأنها تلي عجز المتنطق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية